149 |
عامة، وذلك المنشــور عبر المواقع الرســمية للمؤسسات الحكومية وغير الحكومية بصفة خاصة. فما المتوافر عبر مواقع المؤسســات العربية حتى تســتقي منه تطبيقات الــذكاء الاصطناعي مــا يفيدها في الكتابة الإخبارية؟ وهل يصلح المحتوى المتوافر عبر مواقع المؤسســات العربية للتعاطي معه آليّا من حيث الجودة المتمثلة في دقة المعلومات وصدقها وخلوها من الأخطاء؟ تســاؤلان قــد تتوافر لهما الإجابة من خلال النظر في معانــاة الصحافي العربي من أجل ممارســة حقه في الوصول إلى المعلومات، والتي يصعب الحصول عليها وإن توافر الاجتهاد والإلحاح في الطلب بســبب رســوخ البيروقراطية الإدارية التي تعتبر جل المعلومات العامة أســرار دولة يجب عدم إفشــائها، فضً عن الاعتقاد بضرورة قَصْر دور الإعلام على المدح والترويج لما تجود به المؤسسات. أي إن البيئة التي تعمل فيها الصحافة العربية لا توائم عمل تطبيقات الذكاء الاصطناعي إلا إذا اعتمدت هذه التطبيقات على المعلومات المتداولة عبر شــبكات التواصل الاجتماعي، والتي يصعب الوثوق فيها بســبب تفشي ظاهرة الأخبار المزيفة التي تنشرها جهات منظمة ، فضً عمّا يتداوله " الذباب الإلكتروني " أو " الجيوش الإلكترونية " يطلق عليها تسمية عامة المستخدمين من إشاعات ومعلومات غير دقيقة. لقــد اتضــح من خلال تجارب بعض المؤسســات الصحافيــة العالمية مدى أهمية الذكاء الاصطناعي للعمل الصحافي، والفوائد الكبيرة التي تجنيها تلك المؤسســات من الاســتثمار في الذكاء الاصطناعي، من حيــث الجوانب المالية، وتجويد العمل الصحافي، وتوظيف الموارد البشــرية توظيفًا فعاً للارتقاء بالعمل الصحافي وجعله مواكبًا لعصر الرقمنة. ولكي تلحق الصحافة العربية بالركب، عليها استيفاء مجموعة من الشروط، أبرزها ما يلي: الإيمان بأهمية الصحافة في إدارة الدولة الحديثة المواكبة لثورة الرقمنة؛ حيث ينعكس هذا الإيمان في تمكين الصحافة من الوصول إلى المعلومات بكافة الطرق التقليدية منها والحديثة المتمثلة في إتاحة الولوج إليها عبر شبكة الويب. الحيلولة دون انهيار المؤسسات الصحافية لحساب شبكات التواصل الاجتماعي من خلال توفير الدعم اللازم: كتوفير المناخ لحرية التعبير، وإلغاء القوانين والممارسات الرسمية التي تحوّل الممارسة الصحافية إلى ممارسة خطرة، والنظر إليها نظرة عدائية. اهتمام المؤسســات العربية بصناعة المعلومات وتوفيرها للجميع في إطار الشــفافية والحكم الرشيد قصد الولوج إلى مجتمع المعلومات.
Made with FlippingBook Online newsletter