59 |
الداخل الأميركي، ونتج عنها أيضًا شروع في استخدام القوة العسكرية لأجل تحرير الرهائن، ولكن فشلت الطائرات الأميركية في عبور صحراء طبس لإنقاذهم، والذين تم الإفراج عنهم بوســاطة جزائرية فور وصول رونالد ريغان إلى الحكم، في يناير/ ، وذلك مقابل إلغاء أميركا قرارها بتجميد الأرصدة والحســابات 1981 كانون الثاني .) 1 المصرفية دون الأصول( وســتظل، فــي نظر الباحث، واقعة اقتحام الســفارة إحدى أهــم وأبرز الوقائع ذات الــدلالات التاريخية وراء تعميــق الحالة العدائية بين البلديــن، التي تأكدت أميركا بوقوعها مدى معادة النظام الثيوقراطي لها، فتركت بدورها أثرًا سلبيّا ممتدًا في الرؤية الأميركيــة تجــاه النظام الإيراني، لا يختلف عن تلــك الرؤية المتجذرة في المخيّلة الإيرانية، التي تركها الدور الأميركي في الانقلاب على حكومة مصدق؛ حيث أضاع على بلادهم فرصة التأسيس للديمقراطية، ما تسبّب في بناء كرة ثلج من انعدام الثقة وحاجز كبير أمام الممارســات الأميركية تجاه بلادهم جعلتهم يتشــككون دائمًا في .) 2 دوافعها وسلوكها( ، وبعكس 1980 وفي فترة الثمانينات، ومع نشــوب الحــرب العراقية-الإيرانية، عام إدارة جيمي كارتر التي كانت في أواخر عهدها ويغلب على سلوكها الطابع الانتقامي جرّاء واقعة اقتحام السفارة؛ فدعّمت وزوّدت العراق بالمعدات العسكرية ومليارات )، تبنّت إدارة رونالد ريغان 3 الدولارات من المســاعدات الاقتصادية والتكنولوجية( ســلوكًا أقرب للاحتواء منه للمواجهة. فرغم فرضها للعقوبات وفقًا لأهداف تقييدية بسبب ممارسات إيرانية ضد المصالح الأميركية كتفجير ثكنة مشاة البحرية الأميركية جنديّا أميركيّا، وصُنّفت طهران 241 ، والتي راح ضحيتها نحو 1983 فــي لبنان، عام )، فإنها غضّت الطرف عن صفقات سلاح 4 على إثرها ضمن الدول الراعية للإرهاب( إســرائيلية للحكومــة الإيرانية. وأخذت تتفتح قنوات اتصال بين الجانبين بوســاطة حول تزويد طهران بالســ ح مقابل إطلاق 1986 و 1985 إســرائيلية ما بين عامــي )، إلا أن الرياح جاءت بعكس 5 الرهائــن المحتجزين من قبل حــزب الله في لبنان( ما تشــتهي الســفن، وتحوّل الأمر إلى فضيحة كبرى لإدارة ريغان سُــميت بفضيحة )، التي لا يمكن اعتبارها حدثًا عابرًا في الحالة الصراعية 6 إيران-جيت أو الكونترا( بين البلدين؛ لأنها أكدت من جهة تراجع المعيار العقائدي للعداء الإيراني تجاه أميركا لصالــح معايير المصلحة الوطنية، ومن جهة أخرى، ما أعقبها من حذر متصاعد من
Made with FlippingBook Online newsletter