اللجوء في التراث الإسلامي ومنظومة القانون الدولي والعربي

ً ما هذا الجوار لقد كنت أرجو من جواركم خير ً عراض  ا من هذا، أيتجاور أهل ا بمثل هذا فقالوا: أولم يكن بنو ويان يقتلوننا، فوالله ما قر ت دماؤنا، وما زالات تغلي، والله ما نسينا ثأرنا، فعرف ما يريده القوم من الغدر باه، فهار بأهلاه منهم ( 1 ) .

د أمثلة هنا وهناك عن بع حاجت الغدر مان الجاار أو المجاير وهكذا ولكنها تبقى قلة قليلة مقارنة مع الكم الهائل من قصص الوفاء والشاهامة، بال سبيل المحافظة على الجار وحقوقه. وجدير  وتقديم النفس والنفيس بالاذك كل من كان ينق عهد جاره فإنه كان يلاقي أشد أنواع النقد والقدح والهجاء، تمع يقدس طيب السمعة والصيت اوسن.  ا ً ويلاحا أيض ً أن عرف الجوار استمر عبر العصور وصو ً ً عصرنا اواضر إ كثير من الدول العربية. ففي كتابه القايم  وخاصة عند القبائل البدوية المنتشرة بعنوان "الشرف والعار: قيم المجتمعات حول البحر المتوسا " ، يتعارض

ر أن

ج

جاون

بيريستيا ( Jean G. Peristiany ِّ هذه القضية ويبي ) إ ِّ ن أن موضاوع الجاوار مرتب بقضية الشرف والعار لدى المجتمعات القبلية و أن تسكه ا بإعطاء الجوار نابع تتمتع بها هذه المجتمعات.  من قيم الشرف ال ويشير إ أن هذا العرف ج يازال معمو ً ج ً الجزء الغر  به عند القبائل العربية باي من مصر ( 2 ) . ويؤكد الباحث هذا المع بول دريتش ( Paul Dresch ) ويضر أمثلة على ذلك من ويورد  المجتمع اليم نماذج كثيرة على موضوع الجوار كما تابعنا هذا  الفصل ( 3 ) . و خلاصة لهذا الفصل، فإننا نلاحا من خلال هذا الرصد والتحليل ي  التار ً أن مبدأ الجوار كان قانون ً ا متكام ً لا ً ً ومتعارف ً  ا عليه عند العر الجاهلية ومعمو ً ج ً به بين الناس رغم عدم وجود نص ُ مكتو ي ُ ِّ فص ِّ ل أحكام هذا القاانون بالنسابة ( 1 ) صفها ،  ا  الأغا ج ، 40 ص ، 339 . ( 2 ) Peristiany, J.G. Honour and Shame: the Values of Mediterranean Society , (the University of Chicago Press, Chicago, 1966), p. 254-255 ( 3 ) Dresch, p. Tribe Government and history in Yemen , (Clarendon press, Oxford, 1993), p. 108.

58

Made with FlippingBook Online newsletter