| 174
أهمية أكبر، وبهذا فهي ليست مجرد اختصاص ديني وإنما سلطة شاملة. ب- تَأَدْيُن الدولة ودين الدولة النشط في السياسة إن الهــدف مــن ضبط المجال الديني بالارتكاز علــى إمارة المؤمنين لا ينحصر في إضفاء الشرعية على النظام السياسي وإنما ينزاح إلى ضبط المجال السياسي كذلك؛ أصبح الملك بصفته أمير المؤمنين يتبوّأ مكانة مقدســة داخل النظام السياســي " فقد المغربي، تتجاوز النص الدســتوري، وتتعداه لتفرض على الفاعلين السياسيين اعتبار الملك -بصفته أميرًا للمؤمنين- فوق المســاءلة والمحاســبة، ولا ينطبق عليه فصل السلط، ويتمتع باختصاصات واسعة تستمد مشروعيتها -بالإضافة إلى الدستور- من .) 52 ( " الإرث السلطاني.... ويعــزى غياب فصل الســلط العمــودي بين الحقل الديني والحقل السياســي لدى محدودة بالزمن، بل تتزامن والزمن. " المؤسسة الملكية أو يجد تفسيره في كونها غير يزكّي هذا الطرح. " مات الملك، عــاش الملك " لعــل التعبير الســائد في الملكيات .) 53 ( " بمعنى أن الملك يموت والمؤسسة دائمة ومستمرة، لأن دوامها من دوام الدولة مركزه هذا " وما دام الملك يحوز ســلطتين، دينية وسياســية، فيمكنــه توحيدهما، و مماثــل لوضع بابا الكنيســة الكاثوليكيــة، الذي تُودع بين يديه أيضًا هذه الشــرعية المزدوجة. فعلى ســبيل المثال، عند زيارة البابا فرانســوا للمغرب، في مارس/آذار ، تحدث الزعيمان على قدم المســاواة في السياسة كما في الدين دون اللجوء 2019 إلى ضامن ديني خارجي. على صعيد آخر، عندما زار البابا قبل ذلك بقليل الإمارات، كان من الضروري اســتدعاء شــيخ الأزهر، الطيب، من مصر لإثارة القضايا العرفية ). بينما تؤكد إمارة المؤمنين المرجعية الإســامية للدولة، وتؤسس في 54 ( " والدينية نفس الوقت لدولة السلطنة التي نظّر لها فقهاء السياسة الشرعية. وهكذا، فإن ارتداء الملكية عباءة الإمارة لا يكتفي بخلع المشــروعية الدينية عليها، وإنما يبرّر نظام الحكم وسياساته، وهو ما يضفي الطابع الديني على المجال السياسي، ويرفع بالتالي الملك إلى مستوى المتعالي بالفعل السياسي. ذلك أن الحمولة المكثفة في استعمال المشروعية الدينية، كمحدّد استراتيجي للتأثير في ميزان القوة المؤسساتي الدستوري وتحديد العلقة بين السلطات تترجمه بشكل قوي وفاعل الخطب الملكية التي تترجم الفعل والسلوك الملكي واقعًا، حيث لوحظ على هذه الخطب الاستعمال المكثــف للنصــوص القرآنية والأحاديث الشــريفة عند مخاطبــة الأمة أو نوابها في
Made with FlippingBook Online newsletter