| 176
حيث لعبت على تناقضات هذا التنوع لتواجه إســاميي المشروع السياسي بنظرائهم غير المسيسين. وهنا، ما فتئ الخطاب الديني الرســمي يؤكد على ســيادة المذهب المالكي كتفسير يدخل في باب التوضيح الأيديولوجي لطبيعة إسلم الدولة. لكنه يرفض الاعتراف " الحكومة المغربيــة بترويج أجندة " )، كمــا تقوم 58 ( " بتعدديــة الإســام المعيش... إسلمية محددة واحدة ذات إيحاءات صوفية قوية، من أجل مكافحة أي تفسير آخر .) 59 ( " للإسلم ففي مرحلة تحالف الدولة مع رموز الحركة السلفية، وذلك قبل أن تنقلب عليهم إثر الإرهابية وتعتبرهم، بعد وضع معالم السياســة الدينية 2003 مايو/أيار 16 أحــداث )، وجد 60 ( " الخوارج عن التوجه العقدي والمذهبي الرســمي " الجديــدة، في حكم القادة السياســيون في التزمّت الشــعائري والوجودي الذي يتلخّص في تطبيق تعاليم الدين بحرفيته وتكريس الذات للعبادة، احتياطًا كبيرًا من الطاقات والحماسة والتفاني التام لكي تواجه الدولة به القوى الإسلمية المعارضة. فقد أرادت الدولة من خلل الحركات الســلفية إفهام أطياف الإسلم السياسي، خصوصًا أتباع العدل والإحسان، .) 61 أن لا أحد يحتكر الدين الراديكالي أفضل منها( وفي إطار التوظيف السياسي للنخب الدينية الموالية في صراع الدولة مع النخب الدينية ) للتعبئة من أجل التصويت 62 خروج الطريقة الصوفية البوتشيشــية( " المضادة، جاء ، من خلل مسيرة حاشــدة بمدينة الدار البيضاء، بخطاب مُوَجّه 2011 على دســتور بالأســاس إلى الإسلم الحركي المتمثل في جماعة العدل والإحسان التي اصطفت )؛ ذلك أن هذه الطريقة الصوفية تحافظ على 63 ( " في صفوف المعارضين للدســتور ،) 64 تقاطعها مع الدولة من حيث اعتماد منهجها الديني على إحياء العقيدة الأشعرية( )، ولذلــك تحظى كغيرها من الزوايا الدينية الصوفية 65 والتصوف السّــنّي الجُنيدي( بدعم الدولة، الذي يُقدّم في شــكل هبات باســم الملك إلى الزوايا، أو نِعم سياسية مثل التعيين الملكي لابن زعيم الطريقة البوتشيشية في منصب عامل (حاكم) عمالة .) 66 مدينة بركان التي تتمركز بها هذه الزاوية( وهكذا، تروّج الدولة للإسلم الصوفي ليس فقط لأنها تستخدم الصوفية كأداة حاسمة ضد المنافســين السياسيين من الإســاميين، وإنما كذلك لتأكيد الدور غير المُسَيّس للصوفية أمام غياب الطموح السياســي لديها؛ حيث تريد الدولة أن يمارس الأفراد دينًا لا يشدّد على الانخراط في العمل السياسي.
Made with FlippingBook Online newsletter