تجربة في إدارة هذا النوع من الأزمات من خلال المقاربة الأمنية الســتباقية، إل أن حجــم الظاهرة وامتداداتها الإقليمية يبدو ذا نطاق أوســع هــذه المرة وبالتالي يمكن التساؤل أيضًا عن صلاحية المقاربة المعتمدة حاليّا لتدبير ملف تيار السلفية الجهادية. لقد أبرزت المقاربة الحالية التي تعتمد على القمع أنها فعالة على المدى القريب، فمن خلال المقاربة الأمنية الســتباقية نجحت الســلطات الأمنية في تفكيك عشرات الخلايــا الإرهابية وإحباط عدد من الهجمات الإرهابية المحتملة، ولكن يبدو أنها لم تستطع تجفيف منابع التطرف، بحيث ل تزال الظروف الموضوعية التي أنتجت ظاهرة التطرف هي نفسها لسيما التهميش القتصادي والجتماعي وحالة الختناق السياسي، كمــا أن اعتمــاد القمع وحده لم ينجح في إقناع العديد مــن الجهاديين بالتخلي عن أفكارهــم. ومن هنــا، فقبل معالجة العوامل العميقة التي تنتج التطرف، من المهم في البداية فهم عميق للظاهرة. فالفهم سابق على الفعل، وما لم يتم فهم الظاهرة الجهادية من خلال اســتعمال أدوات تحليلية ونظرية قوية فإن التصدي للظاهرة ســيبقى يعتمد على نفس المقاربة السابقة التي أثبتت محدوديتها.
193
Made with FlippingBook Online newsletter