الأزمة المالية العالمية: لماذا تستعصي على الحل؟

وسانديل هالتشوايو جمللس العالقات اﳋارجية بنيويورك، جادال بأنه ﳚب على االقتصاد األمريكي البحث عن سبل لزيادة فرص العمل يف قطاع "السلع القابلة للتجارة": أي الصناعات الﱵ يتم تبادل منتجاهتا عرب اﳊدود. ورغم أن هذه اجملموعة تضم بعض اﳋادمات، مثال التمويل، ف إن الصناعة التحويلية هي املهيمنة عليها. لقد أتاحت هذه األزمة املالية واالقتصادية العاملية الفرصة ك املاة ملراجعة الفكر االقتصادي، ولعلنا جند يف املستقبل القريب تغيريا شامال ﳉميع األفكار الﱵ سادت خالل الفترة األخرية منذ منتصا القارن املاضي، ويف السياسات املتبعة ومناهج العمل. فقد دخل العاامل مناذ حدوث األزمة املالية واالقتصادية العاملية، الﱵ بدأت يف أواخار عاام 3007 ، مرحلة جديدة من إعادة اﳊسابات واألوضاع ما زالت ﲡري ترتيباهتا حﱴ اآلن. فقد أدت تلك األزمة لبزوغ جنم قاوى اقتصاادية أخرى، مثل الصني، ﲢاول بكل قواها املشاركة يف الكعكة وعدم ترك األمور كلية للواليات املتحدة األمريكية كقوة عظمى منفردة. ولعل أهم تأثري ات هذه األزمة املالية واالقتصادية العاملية كاان من نصيب الدول العربية، الﱵ تأثر معظم اقتصاداهتا بسببها، وذلاك يف ظل انعدام االستقرار الداخلي لتلك الدول والتباطؤ االقتصاادي الذي نتج عن األزمة. وكانت أخطر تلك اآلثاار علاى الطبقاات الشعبية األكثر هشاشة، الﱵ كانت تعاين من عدم وجاود للياات سليمة وفعالة إلعادة التوزيع االجتماعي، وازدادت وطأة املعاناة من جراء تلك األزمة، فكانت من أهم العوامل الﱵ دفعتها للمشاركة يف حدوث ما أُطلق عليه "الربيع العرباي". على أنه مما الشك فيه أن حدوث الثورات واالضاطرابات يف املنطقة العربية س وف يعيد من جديد تقسيم التحالفات واالرتباطات

8

Made with FlippingBook Online newsletter