الأزمة المالية العالمية: لماذا تستعصي على الحل؟

الدولية مرة أخرى. وإذا كانت هذه األحداث املتالحقة مل تصل بعد لنتائج معينة، ف إهنا قد أربكت حسابات الدول الكربى يف كيفية اﲣاذ ألفعال املناسبة حياهلا. ردود ا وعلى سبيل املثال، حينما اندلعت الثورة املصرية يف ينااير 3044 ، كانت الواليات املتحدة توازن بني خيارين، إما التمساك باملبادئ واألفكار النبيلة الﱵ تدعو هلا، والوقوف بصرامة يف وجه النظام املصري القائم لنذاك لدعم مبادئ الدميقراطياة وحقاوق اإلنسان وعدم استخدام القوة ضد املتظاهرين، وبذلك تادخل يف مواجهة احتمال انفراط عقد سلسلة ﳏكمة البناء يف منطقة هاماة من مناطق نف وذها، قد تتضمن التضحية بدورها كلية فيها فيماا بعد. وإما إبقاء مصاﳊها والتغاضي عن مبادئها. وقاد اااازت للخيار األول، وما زالت مل تعرف إﱃ اآلن أية مالمح واضحة هلذا اﳋيار. ونفس األمر يتكرر يف حالة ليبيا، فقد وقفت أورو باا بزعاماة فرنسا وبريطانيا أمام خيارين: إم ا غسل أيديها مجيعاا مان إبارام التحالفات مع النظام القائم واالاياز للجانب الصحيح من التااري باختيار جانب الثورة، وإما إبقاء مصاﱀ وتوازنات قائمة ال هتاددهم بأية عواقب غري مرضية. وإذا ما كانت اﳊالة الثورية الﱵ متر باملنطقة العربية مل تنته بعد، ف من املؤكد أن تفرض شكال جديدا للعالقات الدولية يقوم ألول مرة يف العصر اﳊديث على أخذ املصاﱀ العربية يف االعتبار عناد صانع القرار. بل ورمبا يؤثر متاما على مستقبل الصراع األهم يف املنطقاة، وهو الصراع العرباي اإلسرائيلي، الذي ما زال مستمرا منذ ما يزيد على ستة عقود، مبا يضع ا ﳊل الناجع له!!

9

Made with FlippingBook Online newsletter