الأزمة المالية العالمية: لماذا تستعصي على الحل؟

السياسات التنموية املتبعة هي سياسات ليربال ية تعزز ﲢرير املعامالت التجارية واملالية واالنفتاح على العامل وﲢارب اﳊماية. وما مييز هذه النظرية أهنا جاءت لتفسر واقعا كان موجودا أو قائما بالفعل، فلام تكن ﳎرد أفكار نظرية ليس هلا أساس على أرض الواقع. وظلت هذه األفكار سائدة دون مانغص حقيقاي يعتارض انتشارها ، إﱃ أن جاء كارل ماركس يف النص الثاين مان القارن التاسع عشر بكتابه الشهري "رأس املال" Das Capital . والذي بسط فيه نظريته عن االشتراكية الﱵ تتطور إﱃ الشيوعية، وفقاا لقاوانني التطور التارﳜي العام. وظلت أفكار ماركس ﳎرد لراء نظرية بعيادة عن التطبيق، إﱃ أن قام ت الثورة البلشفية يف روسيا على يد لينني يف ال عام 4847 ، لتبدأ ممارسة دورها يف اﳊياة العملية منذ ذلك الوقات، لتنتقل بعد ذلك إﱃ الدول الﱵ تبنت النهج االشتراكي، وغريها مان الدول النامية الﱵ وجدت مصلحتها يف تطبيق هذا النظام. ملتبعة تع زز دون وكانت السياسات التنموية ا شك محاية الصناعة الوطنية وغلق األبواب يف وجه التجارة الدولية. ومن هناا أُعطيات إ ستراتيجية اإلحالل ﳏل الواردات import-substitution strategy أولوية قصوى. مث حدث بعد ذلك الكساد الكبري، الذي ضرب النظام الرأمساﱄ يف مقتل، وتوقع اﳉميع أن أفكار ماركس سوف ت ثبت صحتها، وأن هذا النظام سوف ﳜتفي من الوجود بفعل عوامل الضع الكامنة فيه والﱵ أدت إﱃ تصدعه هبذا الشكل. وظلت األمور على هذا املنوال، إﱃ أن برز إﱃ الصورة جون مينارد كيناز بنظريته عان إصاالح النظام الرأمساﱄ، وذلك "بتطعيمه" ببعض مبادئ االشتراكية يف صورة ت دخل الدولة يف بعض أوجه النشاط االقتصادي لتقوميه وهتذيبه. فزاد

61

Made with FlippingBook Online newsletter