الأزمة المالية العالمية: لماذا تستعصي على الحل؟

بدايته يف الدول املتقدمة، ف اإلدارة العامة يف التحول تدرﳚيا من كوهنا نظما صارمة وهرمية يغلب عليها الطابع البريوقراطي، وهو الوضاع يف الذي كان سائدا معظم سنوات القرن العشرين، بدأت يف التحول إﱃ نظم أكثر مرونة تعتمد على لليات السوق. ومل يكن هذا التغايري ﳎ رد خطوة إصالحية أو تغيري يف أسلوب اإلدارة، بقدر ما كان نابعا من التغري الذي طرأ على الدور الذي تلعبه اﳊكومة يف اجملتماع ويف طبيعة العالقة السائدة بينها وبني املواطنني. كما أصبح يُنظر إﱃ النظم التقليدية لإلدارة العامة نظرة ازدراء سواء من الناحية النظرية أ و مان الناحية العملية، ومن هنا أصبح اعتماد العمل بنظم جديدة لاإلدارة العامة يعﲏ ظهور منوذج جديد ﳛكم عمل القطاع العام. وقد فرض هذا النموذج اﳉديد ﲢديا مباشرا ملا كان ينظر إلياه ة مبا اﳋالد فيما سبق على أنه من املبادئ األساسية بل ور لإلدارة العامة. ● وأول هذ ه املبادئ: أن اﳊكومات ﳚب عليها تنظيم نفسها وفقا ملبادئ اهلرمية والبريوقراطية الﱵ شرحها بوضوح عامل االجتماع األملاين ماكس فيارب Max Weber عناد ﲢليلاه للنماوذج الكالسيكي للنظم اإلدارية. وقد ساد العمل هبذه املبادئ بصفة خاصة يف مؤسسات القطاع العام، رغم متتعها بالقبول العام بل والتطبيق من جانب بعض املؤسسات اﳋاصاة. وقاد كاان املفترض أن االلتزام الدقيق هبذه املبادئ سوف ياوفر سابيال وحيدا لتشغيل املنظمة، هو أفضلها على اإلطالق. ● وثاين هذه ا : ملبادئ أنه مبجرد أن تقاوم اﳊكوماة بإحادى العمليات، فسوف تصبح موردا مباشرا للسلع واﳋدمات مان خالل التنظيم اإلداري. وكان التوريد املباشر هو إجراء التشغيل املعتاد حينئذ من اﳊكومات.

81

Made with FlippingBook Online newsletter