مما يجعل تقييم تلك المعلومات للحكم على جودتها وإمكانية الاستشهاد بها والاستفادة منها مهمة صعبة بالنسبة للصحفي. يتضح إذنمما سبق«أن الإنترنتوما تحويه منمصادر معلوماتتُعَدّ بيئةخصبة للصحفيين تساعدهم في إنجاز أعمالهم و»إثراء المعرفة البشرية، في حين تحمل في طياتها شيئًا من التناقض الملموس. فكما يمكن للصحفي أن يجد معلومات قيمة وموضوعية وحديثة وفريدة لا يمكن أن يحصل عليها من مصادر أخرى بذات السرعة والجهد، يمكن أن يجد معلومات خاطئة ، مما يطرح إشكالية ((( وقديمة تكون نسبة جودتها أقل بكثير من سابقتها إن لم تكن منعدمة» الوثوق بهذه المصادر، والسقوط في تحديات أخلاقية جديدة ترتبط بمدى مصداقية الصحفي، ومدى قدرة الصحيفة الإلكترونية على الحفاظ على ثقة قرائها فيها. وعن استخدام الصحفي لموسوعة ويكيبيديا الإلكترونية كمصدر موثوق للأخبار في Donna إنجاز أعماله الصحفية، نشرت الباحثة الأميركية في جامعة ميريلاند، دونا شو ( ) مقاً بعنوان «ويكيبيديا في غرفة الأخبار» بيّنت فيه أنه: «على الرغم من أن استخدام Shaw ويكيبيديا كمصدر أولي للمعلوماتلا يُعَدّ احترافيّا في العمل الصحفي، فإن بعضالصحفيين يعتبر هذه الموسوعة الإلكترونية مفيدة جدّا في رسم خارطة لتتبع قصة معينة والبدء بعملية جمع المعلومات»، مضيفة: «كون ويكيبيديا تحوي مقالات احترافية، فهي أيضًا تحوي مواد رديئة نظرًا لطريقة تحرير محتواها؛ إذ تعتمد على عدد كبير من المحررين المتطوعين المجهولين في مختلف أنحاء العالم، وباستطاعة أي كان أن يضيف ويعدّل في محتواها. بيد أن ويكيبيديا لا توهم المستخدم بأنها بالغة الدقة؛ فهي تعلم القارئ ألا يستخدمها لاتخاذ قرارات مهمة، وتخبره أنها لا تتوقع منه أن يثق بمحتواها، لأن هناك خبراء في ويكيبيديا وهناك أيضًا مبتدئون يرتكبون الأخطاء. كما أنها في ذات الوقت، تحذر مستخدميها من النسخ دون إحالة إلى المصدر، وتستخدم سياسة استبعاد الأعضاء الذين تثبت مخالفتهم لسياساتها العامة؛ فهي تُعلم إذن القارئ بنقاط قوتها وضعفها، وهنا تكمن قوة ويكيبيديا؛ فهي لا تضلّل القارئ ولا ((( المستخدم».
المرجع السابق. ((( ، مرجع سابق. " أخلاق الصحافة في عصر الإنترنت " إسماعيل، (((
185
Made with FlippingBook Online newsletter