المطلب الثالث سلام � إ ال
لم يسهم تناول الدين الإسلامي للمنظومة الحياتية الشاملة بجوانبها المتعددة في حسم الخلاف الدائر حتى اليوم بشأن العلاقة بين الدين والسياسة. فالإسلام لم يعالج قين الديني والدنيوي معا، حيث � الجوانب الروحية فقط، وإنما أحكم التوازن بين الش يا للتشريع، جانبا خاصا بالعبادات � ريعة الإس مية، باعتبارها مصدرا رئيس � تضمنت الش رائع وبعلاقة � عائر التي تعنى بعلاقة الفرد بربه، وآخر يتعلق بالمعاملات أو الش � أو الش الفرد مع غيره من الأفراد ومع الدولة، فحفلت بالعديد من المبادئ والأسس التي قامت ا في الكثير من � ي الإس مي، الأمر الذي يورد أساس � عليها ودار حولها الفكر السياس الآيات القرآنية الكريمة والسنة النبوية الشريفة (والتي سنبينها في السياق). ول � ة في زمن الرس � وقد كان التطبيق الفعلي لتلازمية العلاقة بين الدين والسياس ت للدولة الإس مية الأولى في � لم) عبر دولة المدينة التي أسس � ه عليه وس ّٰ (صلى الل زرج وممثليهم � ادة الأوس والخ � ول ﷺ وق � ة العقبة بين الرس � ن خ ل بيع � خ، م � التاري ورة، فكانت بمثابة � ة المكرمة إلى المدينة المن � ول من مك � ن هجرة الرس � هور م � ل ش � قب عقد سياسي وعسكري واجتماعي. وقد شملت هذه البيعة، إلى جانب الإيمان بالدين ول � ا تم الاتفاق على هجرة الرس � رب (المدينة)، ففيه � ة يث � يس دول � ود تأس � د، بن � الجدي د والجديد � لطانها الموح � ة جديدة لها س � ع أهلها أم � ن م � ة مكوني � ى المدين � ه إل � وصحب ي والاجتماعي � على أن يكونوا القوة المقاتلة لحماية الدعوة الجديدة والكيان السياس الجديد وحماية قائد الكيان الرسول ﷺ. وقد مثل الأوس والخزرج الجمعية التأسيسية للدولة الإسلامية الأولى التي اختارت من بينها قيادة ضمت وزراء الرسول ومستشاري حكومته بين الأنصار. وبعد هجرته إلى المدينة، اتفق الرسول ﷺ مع ممثلي القطاعات والجماعات، التي لم تدخل بعد في الدين الجديد، على الانضمام إلى الدولة الجديدة اد الديني، فتكونت � ع احتفاظهم بحرية الاعتق � ية، م � زءا من رعيتها السياس � م ج � بوصفه ول حكومتها، من المؤمنين بالإس م، � ية للدولة الجديدة التي قاد الرس � الرعية السياس ول ﷺ � ى ديانتهم. وقد وضع الرس � وا عل � ن بق � رب الذي � ن الع � ارا، وم � ن وأنص � مهاجري
85
Made with FlippingBook Online newsletter