أفغانستان وحركة طالبان الباكستانية. وأسفرت تلك المناقشات عن تجمّع أُمراء عدّة مجموعات مســلّحة من مناطق قبلية باكســتانية، ومن داخل أفغانستان في منطقة على الشريط الحدودي بين باكستان وأفغانستان، وبايعوا حافظ سعيد خان أوركزاي أميرًا لهم. بعد ذلك، أنشــأ التنظيم قواعد إقليمية في أفغانســتان، ونفّذ هجمات دامية في كابل وجالل أباد. وتركّزت هجمات التنظيم في البداية على أهداف مدنية شــيعية مثل المســاجد والمدارس، وخاصّة مدارس البنات. وفي وقت الحق، استهدفت مركزا صوفيًا سنّيا، إضافة إلى السّفارة الروسية ومسجدا في حي وزير أكبر خان في وســط كابل، قريبا من الوزارات الحكومية والقصر ، شن التنظيم هجومًا انتحاريًا ضد مركز 2022 سبتمبر/ ايلول 30 الرّئاسي. وفي تعليمي لفتيات الهزارة في غرب كابل، كان قد هاجمه في وقت ســابق. وتفيد عدّة مؤشــرات بأن المواجهة المســلّحة بين حركة طالبان وتنظيم الدّولة ستشتد في المســتقبل، وأن التّفجيرات الدّامية التي أعلن تنظيم الدولة مســؤوليته عنها، تعبّر بوضوح عن تصميمه على تصعيد المواجهة مع حكومة طالبان. على صعيد العالقات الخارجية، ما تزال دبلوماسية طالبان تصطدم بعراقيل كثيرة، ولم تعترف بحكومتها أي دولة، بما في ذلك الجارة باكستان. وإلى جانب سعيها للحصول على اعتراف المجتمع الدّولي، ال تزال الحركة، بعد أكثر من عام على عودتها إلى السّــلطة، تحاول أيضا كسب الشّرعية الدّاخلية. يتواصل هذا السّعي المزدوج لنيل االعتراف الخارجي والداخلي تحت وطأة ضغط متزايد للتّحديات االقتصاديــة واألمنية. فرغم تأكيــد الحركة المتكرّر التزامهــا بقطع العالقة مع ، ال تزال دول الجوار تبدي مخاوف بشأن تدفّق الجماعات " المنظّمات اإلرهابية " المسلّحة إلى أفغانستان، خاصة بعد اغتيال زعيم تنظيم القاعدة، أيمن الظواهري، . وكانت العالقة مع القاعدة 2022 على يد القوات األميركية في نهاية يوليو/ تموز وأشباهها، مثار " اإلرهاب " وغيرها من الجماعات المسلّحة، وكذلك مصطلحات خالف كبير بين حركة طالبان والواليات المتّحدة األميركية أثناء المحادثات التي دون الوصول 2020 اســتضافتها قطر. وقد جرى توقيع اتفاق الدوحة في العام إلى صيغة نهائية يتّفق عليها الجميع بشــأن هذه االشــكالية. وتخشى الحركة أن يدفع وصمها التّنظيمات األخرى باإلرهاب وحظر التّعامل معها، إلى االنخراط في تحالفات ضدّها مع تنظيم الدولة.
110
Made with FlippingBook Online newsletter