التقرير الاستراتيجي 2022 - 2023

سوريا، ليبيا، اليمن: أزمات ممتدّة وحلول مؤجّلة

إعداد جماعي

مقدمة ، تفرّقت السّــبل بالبلدان 2010 منذ انطلقت حركة التّغيير العربية في نهاية العام التي شــملتها تلك الحركة. فاختلفت مســاراتها االنتقاليــة وتنوّعت التحدّيات التــي واجهتها، كما تفاوتت حدّة المعارضــة ومقاومة التّغيير داخلها، وتعدّدت اســتراتيجيات القــوى المضادّة للثّورة على الصّعيديــن المحلّي واإلقليمي. في النّهايــة، تحوّلت حركة التغيير الواعدة، والتي عُرفت بالرّبيع العربي، إلى جملة من األزمات، يستعرض هذا التقرير ثالثة منها، تشترك في عدّة خصائص، رغم ما بينها من اختالفات. فاألزمات السّــورية والّليبية واليمنية، طالت مدّتها دون أن تتّضــح الطّريق إلى نهايتها. وبعد ســنوات مــن العنف والحروب األهلية أو بالوكالــة، دخلــت هذه األزمات جميعها خالل الســنة الماضيــة في حالة من الجمــود أو الهدنة المؤقّتة. وفي هذه األزمات الثّالث، يلعب العامل الخارجي دورا أساســيا في تعقيدها وإطالة أمدها، دون أن يســهم في حلّها أو يصل إلى تسويات متوسّطة أو طويلة األمد. ورغم هذا الجمود الميداني، لم يشهد أي من هذه األزمات تقدّما يُذكر على الصّعيد السّياسي. فاألزمة السّورية، التي اختُزلت مؤقّتا في مفاوضات الّلجنة الدّســتورية، تُــراوح مكانها في انتظار توافقات بين أطرافهــا اإلقليميين والدّوليين أوّال، بعد تراجع أوزان أطرفها المحلّية. واألزمة الّليبية فقدت الزّخم السّياسي الذي رافق االستعداد لالنتخابات التي كان مقرّرا . فتجدّد االنقســام المؤسّســي بعد تكليف 2021 لهــا أن تجري في نهاية العام ، وعاد التّوتّر األمني ليهدّد " الوحــدة الوطنية " البرلمــان حكومة موازية لحكومة االســتقرار الهش وينذر بعودة الصّراع إلى المربّع العسكري. أمّا األزمة اليمنية، ، دامت 2022 ورغــم نجاح الجهود األممية فــي التوصّل إلى هدنة خالل العام ستّة أشهر وانخفض معها منسوب العنف والعمليات العسكرية بشكل ملحوظ، لم تفلح أطرافها في التوصّل إلى تســوية سياســية أو وقف دائم إلطالق النّار.

129

Made with FlippingBook Online newsletter