التقرير الاستراتيجي 2022 - 2023

فعادت المخاوف بشــأن تجدّد الصّراع المســلّح وتصاعد العنف إلى مستوياته السّــابقة، خاصّة مع اســتمرار التّناقض بين األجندات اإلقليمية للدّول الرّاعية ألطرف األزمة على ضفّتي الخليج. . سوريا، استمارر الجمود وحلول صغيرة 1 ال تزال مناطق النّفوذ بين أطراف الصّراع في ســوريا على حالها منذ ســنوات. فالمنطقة األولى، وهي األكبر، والتي تشــكّل ما يقرب من ثلثي مســاحة سوريا، يســيطر عليها النّظام وحلفاؤه، ويتداخل فيها النّفوذ الرّوســي مع اإليراني، إلى جانب الميليشيات المؤيّدة لألسد. والمنطقة الثّانية تسيطر عليها المعارضة، وتقع في القلب منها إدلب، التي تهيمن عليها هيئة تحرير الشــام، إضافة إلى القوى المدعومة من تركيا. أمّا المنطقة الثّالثة، فتقع في شــمال شــرق سوريا، وتسيطر عليها قوات ســوريا الدّيمقراطية (قســد)، التي تتكوّن في معظمها من األكراد، وتســتفيد من دعم الواليات المتّحدة، التي تحتفظ فيها بوجود عســكري كجزء من التّحالف الدولي. وســتظل خريطة السّــيطرة المحلّية على حالها، طالما لم يحدث تغيير ملموس في مواقف القوى الدّولية واإلقليمية ذات النّفوذ السّياسي والميداني، خاصة مع تراجع وزن القوى السّورية ومحدودية تأثيرها. وتُعد هذه المعادلة من أحد أهم أســباب عدم اكتمال شــروط تبلور حل حقيقي أو إطالق مســار مفاوضات مثمر. ويمكن تكثيف المســألة السّــورية في المرحلة الرّاهنة في مسألتين مترابطتين تمثّالن محرّكا أساسيا لألزمة ومؤشّرا عامّا على مسارها وتطوّرها في المستقبل: تمر األزمة السّورية بمرحلة دون أفق قريب المســألة األولى، مســار التفاوض: للحل بســبب المراوحة في مســار المفاوضات. فقد انتهى ذلك المسار، الذي انطلق قبل سنوات بزخم سياسي كبير، إلى اجتماعات الّلجنة الدّستورية المكوّنة ينتمون 15 يمثّلون المعارضة، و 15 منهم يمثّلون النّظــام، و 15 عضواً، 45 مــن إلــى منظّمات المجتمع المدني. ورغم أن هذه االجتماعات تكاد تكون العنصر الوحيد المتحرّك في األزمة، فإن الجولة التّاسعة منها، التي كان مزمعا عقدها في ، أرجئت إلى موعد غير محدّد، وربّما تستأنف 2022 يوليو/ تموز 25 جنيف في . 2023 اجتماعاتها في العام

130

Made with FlippingBook Online newsletter