التقرير الاستراتيجي 2022 - 2023

إيران والواليات المتّحدة األميركية وإسرائيل. أضف إلى ذلك، أن سياسة تركيا الخارجية، ال سيما اإلقليمية، أصبحت في السّنوات األخيرة تميل نحو التّهدئة. وقــد تجلّى ذلك بوضوح في تطوير العالقات مع السّــعودية واإلمارات ومصر وإسرائيل. أمّا الواليات المتّحدة، فلم تغيّر سياستها في سوريا، خاصّة بعد اندالع الحرب الرّوســية على أوكرانيا وانشغال واشــنطن والغرب عموما بالتّهديدات الخطيرة لهــذه الحرب على األمن األوروبي وعلى االقتصاد العالمي. وكلّما طالت هذه الحرب، وزاد الغرق الرّوســي في المســتنقع األوكراني، سيتراجع نفوذ موسكو في سوريا وتتغيّر موازين القوى بما يدفع األزمة السّورية إلى نوع من التّسوية. ويبقى دور الفاعليْن اإليراني واإلسرائيلي األكثر حركيّة في الوقت الرّاهن، وهما في مواجهة مباشرة ترتفع وتيرتها وتنخفض. فإيران تركّز نشاطها في سوريا على تعزيز وجودها العسكري ونفوذها داخل القرار السياسي في دمشق، معتمدة في ذلك على أدواتها النّاعمة من قبيل تقديم المساعدات االقتصادية والتأثير الثّقافي والدّيني في شرائح متزايدة من المجتمع السّوري. وسيزداد تلقائيا اعتماد النّظام السّوري على إيران كلّما تراجع الدّور الرّوسي. في المقابل، تصعّد إسرائيل من ضرباتها الجوّيّة والصّاروخية لمواقع إيران وحلفائها في سوريا في إطار ما تسمّيه ، التي تستهدف منع استقرار إيران في سوريا، " المعارك بين الحروب " استراتيجية الصّواريخ " كما فعلت في لبنان. وتركّز من خالل هذه الضّربات على استهداف . " حدودها " لمنع اقتراب الميليشيات الموالية إليران من " الدّقيقة إلى أين تتجه األزمة السورية ، ســواء 2022 بناء على المعادلة التي انتهت إليها األزمة السّــورية خالل العام على مستوى مسار التّفاوض أو على مستوى أدوار الّالعبين وأجنداتهم اإلقليمية على النّحو التّالي: 2023 والدّولية، يُتوقّع أن يكون المشهد السّوري خالل العام - اســتمرار الجمود على المستوى السّياســي، مع غياب أي تحوّل جذري في عالقــة الفاعليــن اإلقليميين والدّوليين ببعضهم البعــض. فاإلطار العام ال يزال ذاتــه رغم التّطورات الجزئية التي شــهدها الملف النّووي اإليراني باســتئناف

132

Made with FlippingBook Online newsletter