التقرير الاستراتيجي 2022 - 2023

األساســي للميزانية. وقد تحسّــنت أرصدة التّجارة والحساب الجاري في ليبيا بفضل زيادة إنتاج النّفط وارتفاع أسعاره. 2022 وبداية العام 2021 خالل العام وكشفت التّقديرات أن االحتياطي الّليبي من العملة الصّعبة آمن وأن سعر العملة الوطنية شهد ثباتا نسبيا خالل هذه الفترة، قبل أن يبدأ باالنخفاض منذ سبتمبر/ ، نتيجة اشــتداد الضّغوط ألســباب داخلية وأخرى خارجية. ورغم 2022 أيلول الجهود الدولية لتســهيل االتفاقيات التّجارية قصيــرة األجل، إال أن الخالفات األساســية ال تــزال قائمة حول قضايا مثل إعادة توحيــد البنك المركزي الّليبي وتفعيل مجلس إدارته وإنشاء ميزانية دولة موحّدة وآليات شفافة لتقاسم عائدات النّفط. بين 2022 وقد تصاعد الخالف بين شهري يناير/ كانون الثاني وأبريل/ نيسان مجلس النواب والمجلس األعلى للدّولة حول الرّواتب والمدفوعات التّشــغيلية للمؤسّســة الوطنية للنفط. وقد أثّر ذلك الخالف على المناقشــات التي كانت جارية بشأن التّرتيبات المالية المؤقّتة في لجنة المتابعة الدّولية لمجموعة العمل الّليبية المعنية بالقضايا االقتصادية. كما أن إدارة الّلجنة لهذه النقاشات تعرّضت النتقادات بسبب افتقارها للشّفافية المحيطة بهدفها ووظيفتها. إلى جانب االنعكاسات االقتصادية السّلبية لالنقسام السّياسي وانفالت األعمال المســلّحة خارج سلطة الدّولة، تبرز بعض التّداعيات األمنية واإلنسانية المتمثّلة في حركات النّزوح الجماعي والمخاطر النّاجمة عن األلغام األرضية المزروعة حديثًــا. كمــا تعرّضت البنيــة التّحتية الحيوية مثل الرعايــة الصّحّية والمدارس ألضــرار متفاوتة الخطورة وعمليات تدميــر ممنهج في أكثر من منطقة. يضاف إلــى ذلك، فقدان المئات من المدنيّين وانتشــار المقابر الجماعية التي تحتوي على عشــرات الجثث مجهولة الهوية. ويعاني المهاجرون وطالبو الّلجوء الذين يعبرون التّراب الّليبي من سوء المعاملة واالبتزاز واالحتجاز التّعسفي. الوضع األمني ودور األطارف الخارجية بعد أن ​ على خلفية اســتمرار المأزق السّياســي، يتواصل تدهور الوضع األمني أخفقــت السّــلطات في إحراز تقــدّم حقيقي في إصالح قطــاع األمن. كما أن مســاعي استمرار الهدنة ووقف إطالق النّار مهدّدة بسبب التّنافس على السّيطرة

136

Made with FlippingBook Online newsletter