لبنان، العارق، السّودان: أزمات الموجة الثانية
إعداد جماعي
مقدمة قبل أن تنقضي العشــرية األولى لثــورات الربيع العربي، التي انطلقت في نهاية ، وشملت كال من تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا والبحرين، انطلقت 2010 في عدد آخر من البلدان العربية موجة ثانية من الحركات االحتجاجية، شــملت السّودان والجزائر ولبنان والعراق. وقد نجحت هذه االحتجاجات، مثل سالفتها، في إحداث تغييرات سياســية محدودة على رأس أنظمة الحكم، فأطاحت بعمر البشير في السّودان، وبوتفليقة في الجزائر، ودفعت حكومتي لبنان والعراق إلى االســتقالة. وال تزال األوضاع السياسية في ثالثة من تلك البلدان مضطربة، في حين تفاقمت أوضاعها االقتصادية واالجتماعية في ظل تدخالت إقليمية لم تزد تلك األزمات إّل تعقيدا. فلبنــان، الواقع فــي قلب صراع إقليمي متصاعد وتنافس حاد على تحديد دوره ومصيره، فشــلت قواه السياســية والطائفية في االتّفاق حتّى على انتخاب رئيس جديــد بعد انتهاء والية الرّئيس ميشــال عون. ولم يعــد اتّفاق الطائف، اإلطار المرجعــي الــذي تتحرّك ضمنه المعادلــة الداخلية منذ أكثر مــن ثالثين عاما، قادرا على االســتمرار دون التكيّف مع المعطيات الجديدة. ومع تواصل األزمة االقتصادية والمالية دون حل رغم تعدّد المبادرات، يتواصل شبح الحرب، سواء في شــكل مواجهة ثنائية بين لبنان وإســرائيل، أو في سياق حرب إقليمية يكون لبنــان طرفا أساســيّا فيها. وال يبعد الوضع العراقي كثيــرا عن الوضع اللبناني، ســواء في حجم التدخّل الخارجي، أو في عجز األطراف الدّاخلية عن االتّفاق على تسوية سياسية تحقّق االستقرار وتمهّد لمعالجة األزمة االقتصادية المتفاقمة. بقيادة شياع السّوداني تحقيق إنجازات " اإلطار التنسيقي " وال يُتوقّع من حكومة تُذكــر على هــذا الصعيد، خاصّة وأن أولويتها تتّجه نحو تنظيم انتخابات مبكّرة ، في ظل اســتقطاب سياسي حاد وتحدّيات أمنية متزايدة. 2023 قبل نهاية العام
143
Made with FlippingBook Online newsletter