. العارق: أزمة متجدّدة وفساد مستفحل 2 أزمة سياسية وأمنية واقتصادية انتقلت إليه من العام 2022 ورث العراق في العام . جاءت تلك االنتخابات 2021 الذي سبقه إثر انتخابات مبكّرة جرت في أكتوبر ، وكان " انتفاضة تشرين " اســتجابة لمطالب االحتجاجات الشــعبية التي عُرفت بـ ينبغــي لتلــك االنتخابــات أن تفتح الباب لتجديد السّــلطة السياســية وإجراء اصالحات اقتصادية شــاملة على رأســها محاربة الفساد. ولكن، بدال من ذلك، تحوّلت االنتخابات وما أسفرت عنه من نتائج إلى سبب لخلق أزمات جديدة. إعادة إنتاج األزمات بدال من حلّها النّيابية بإشــادة دولية، وفاز فيهــا التّيار الصدري بأكبر 2021 حظيــت انتخابات مقعدا). ورغم تمكّن التّيار من تشــكيل تحالف برلماني 73 عدد من المقاعد ( مع قوى ســنّية وكردية أهّله لتشكيل الحكومة، إال أن تعقيدات قانونية وسياسية وإجرائية تســبّبت في منع هذا التّحالف الثّالثي من الحصول على ثلثي أعضاء المجلــس لعقد جلســة اختيار رئيس الجمهورية وتكليــف رئيس للوزراء. وقد . في 2022 تســبّبت تلك التّعقيدات في أزمة متعدّدة األشــكال طغت على العام المقابل، نجحت جهود اإلطار التنسيقي (الشيعي) في منع الصّدريّين من تمرير أجندتهم االنتخابية وتشكيل الحكومة، وانتهى الخالف بين الطّرفين إلى استقالة النّواب الصّدريّين احتجاجا على اســتمرار األزمة. وقد تلقّف اإلطار التّنســيقي تلك االســتقاالت، ليحظى مرشّحوه الخاســرون بفرصة الدّخول إلى البرلمان، ويحصل من ثمّة على األغلبية لتشكيل الحكومة. في سياق هذا التّدافع، جرى تجاوز الخالف الكردي حول هوية رئيس الجمهورية بعد عام كامل من االنتخابات. وبعد فترة طويلة تعطّل خاللها تشكيل الحكومة وســط أزمة سياســية عميقة، جاء الحل مفاجئا وبــ تعقيدات، فجرى تكليف محمد شياع السّوداني الذي قدّم وزارته لنيل الثقة خالل فترة قصيرة لم تتجاوز األسبوعين. ولكن ترشيح السّوداني في ظل استقطاب سياسي حاد جوبه برفض . 2022 التّيــار الصّدري، الــذي اقتحم أنصاره مبنى البرلمان فــي يوليو/ تموز ومثّلت هذه الحركة االحتجاجية تعقيدا إضافيا لألزمة القائمة التي تطوّرت الحقا
149
Made with FlippingBook Online newsletter