القوى السّياســية والمســلّحة، وهو ما يمنح شــبكة الفساد غطاء وقوّة قد تفوق قوّة الدّولة ذاتها. رغم االستقرار الهش الذي تحقّق بصعوبة في العراق نهاية - التحدّي السّياسي: ، فقد كشــفت طبيعة الخالفات السّياسية التي سبقته عن أزمة عميقة 2022 العام ومشــكالت بنيوية تتعلّق بطبيعة النّظام السّياســي والنّمط الجديد من الخالفات التي تشــقّه. وقد تجــاوزت هذه الخالفات االســتقطاب الطّائفي التّقليدي إلى اســتقطاب داخل كل مكوّن من المكوّنات العراقية، ال ســيما القوى السياســية الشّيعية. ورغم نجاح السّوداني في تشكيل الحكومة، لم ينته الخالف بين التّيار الصّدري واإلطار التّنســيقي. فقد رفض زعيم التّيار مقتدى الصّدر مشاركته في تلك الحكومة، وفرض بذلك تحدّيا مهمّا في مواجهتها. فالتّيار يمثّل كتلة شعبية ضخمة وقوّة سياسية فازت في االنتخابات بفارق كبير، رغم انسحابها بعد ذلك. وبالتّالي فإن عدم مشاركتها في الحكم سيفتح أمامها المجال واسعا لالحتجاج على أي خلل أو خطأ ترتكبه الحكومة. وســيكون السّوداني أمام اختبار صعب ليحظى بثقة أنصار التّيار الصّدري الذين اعتبروه مرشّــح رئيس الوزراء األســبق نوري المالكي، الخصم الّلدود للصدريين. وكان السّــوداني قبل تكليفه بتشــكيل الحكومة يرأس تيّار الفراتين، وهو كتلة مــن ثالثة نواب فقط. لذلك، فهو ال يملــك رصيدا برلمانيا، ويعتمد في دعمه السّياسي على قوى اإلطار التّنسيقي التي رشّحته. وسيكون مطالبا برعاية مصالح اإلطار ومواقفه وقواه السّياســية المختلفة ليضمن بقاء حكومته، وهو ما سيضع قيودا على حركته وخياراته السّياســية. إضافة إلى ذاك، تواجه حكومة السّوداني تحــدّي إجراء انتخابات عامّــة مبكرة خالل عام واحد، أي قبل حلول نوفمبر/ . 2023 تشرين الثاني على صعيد السّياسة الخارجية، سيستمر العراق في التعرّض الختبارات جديدة في عالقاته الخارجية، السيما في الموازنة بين دول يعتبرها صديقة، لكنّها متخاصمة فيما بينها، مثل الواليات المتّحدة والسّعودية من جانب، وإيران من جانب آخر. وكان العراق قد واجه تحدّيات خطيرة من قبل في ســياق هذه الصّراعات التي تشق محيطه اإلقليمي. ومثّلت الغارة األميركية التي استهدفت الجنرال اإليراني
153
Made with FlippingBook Online newsletter