التقرير الاستراتيجي 2022 - 2023

قاســم سليماني والمسؤول العراقي أبو مهدي المهندس في يناير/ كانون الثاني أحد أبرز تلك التحدّيات. ورغم أن العراق يتوسّــط منذ أبريل/ نيســان 2020 بين إيران والسّعودية، إال أن جهوده لم تثمر بعد نتائج حقيقية. وقد يكون 2021 استمرار وزير الخارجية فؤاد حسين ومستشار األمن الوطني قاسم األعرجي في منصبيهما مؤشّرا للمضي في تلك الوساطة وتجنّب أي تصعيد يؤثّر على الوضع األمني والسّياسي في العراق. حســب ممثّل المفوّضيّة السّــامية لشؤون ثالثا: التحدّي اإلنســاني والحقوقي: الّالجئين التّابعة لألمم المتّحدة في العراق، تجاوز عدد النّازحين داخليا المليون ألــف عراقي، ولــم يتمكّنوا من العودة إلى ديارهم. وهذا الرّقم جزء من 200 و ماليين عراقي اضطرّوا لمغادرة مدنهم هربا من تنظيم الدّولة، أو بسبب 6 نحو المعــارك التي تخوضها الحكومة ضــد التّنظيم. ورغم انتهاء تلك المعارك منذ ، إ ّل أن مئات اآلالف من النّازحين ما زالوا غير قادرين على 2017 نهايــة العــام العودة إلى ديارهم ومناطقهم األصلية، إمّا لدواعي سياســية وأمنية، أو ألسباب بيروقراطيــة وخدمية. وكانت وزارة الهجرة والمهجّرين أعلنت في يوليو/ تموز إغالق كافة مخيّمات النّازحين باستثناء الموجودة منها في إقليم كردستان. 2022 لكن هذا اإلعالن لم يتضمّن آليات معالجة مشكالت النّازحين الممنوعين أصال من العودة إلى مناطقهم بسبب معارضة المليشيات. فالمليشيات المسلّحة تسيطر على مناطق عديدة في محيط بغداد وفي محافظات صالح الدّين وديالى وكركوك. وقد منعت عودة األهالي إلى بعضها، ووضعت شروطا أمنية مشدّدة أو قيودا بيروقراطية تجعل عودة األهالي إلى بعضها اآلخر صعبة أو مستحيلة. وتمثّل بلدات مثل جرف الصّخر جنوب شرقي بغداد ويثرب وعزيز بلد في محافظة صالح الدّين شمال العاصمة، وسواها من المناطق التي تكرّر ذكرها خالل السّنوات األخيرة، أبرز النّماذج الخاضعة لسيطرة المليشيات التي تمنع أهلها من العودة إليها. وكان شياع السّوداني قد أمر، بعد تولّيه مهامّه، باتّخاذ إجراءات ســريعة إللغاء عمليات التّدقيق األمني التي كانت تعوق عودة النّازحين. ويمكن أن يشكّل هذا القرار بداية مشجّعة لمعالجة هذا الملف خالل ، علما أن رئيس الوزراء السّابق مصطفى الكاظمي كان قد قدّم عقب 2023 العام

154

Made with FlippingBook Online newsletter