وطني جامع. وال يُستبعد أن يؤدّي التّصعيد في الضّفّة الغربية إلى انفجار شامل، قد يتحوّل مع تشديد اليمين اإلسرائيلي المتطرّف قبضته على المؤسّسات األمنية إلى انتفاضة جديدة. إن التّداخل السّياســي والشّــعبي بين فلسطين واألردن يجعل من أي تراجع في مسار حل الدّولتين تحدّيا أردنيا داخليا، وليس مجرّد تحد إقليمي على حدوده الغربيــة، خاصــة إذا توقّفــت عملية السّــ م نهائيا، ووصلــت قضية الالجئين وحق العودة إلى طريق مســدود، وتراجعت إســرائيل رسميّا عن اعتبار القدس الشّــرقية عاصمة لفلسطين، وتنكّرت لوصاية األردن على المقدّسات اإلسالمية % من مجموع عدد الالجئين الفلســطينيين، 40 فيها. فاألردن يســتضيف حوالي ويتجــاوز عدد المســجّلين منهم في قوائم األونــروا المليونين، يتمتّع معظمهم بالجنســية األردنية. ويشكّل هذا الوضع عبئا ثقيال على األردن، الذي يعاني من أزمــة اقتصادية خانقة، وتراجع حاد في موارده المالية، وتصاعد في مؤشّــرات االنقســام بين األردنيّين واألردنيّين من أصل فلســطيني. وألن عملية السّالم ال يُتوقّع لها أن تتقدّم وفق الخطّة المطروحة في صفقة القرن، وال يمكنها أيضا أن تعود إلى منطلقاتها األساسية التي انبنى عليها اتّفاق أوسلو، فإن هذه المراوحة ســتضعف دور األردن اإلقليمي، وســيظل االعتماد عليه واالستثمار فيه يتراجع بنفس الدّرجة. تزداد مخاوف األردن من التّهديدات المتأتّية - المسألة السّورية والتمدّد اإليراني: عبر حدوده مع ســوريا، خاصّة مع تزايد حضور ونشــاط المليشيات المدعومة من إيران في مناطق الجنوب السّــوري. فقد نشــطت في تلك المناطق تجارة المخدّرات وتعدّدت مســالك تهريبها عبر الحدود، في ظل تراجع دور روســيا في سوريا بسبب حربها في أوكرانيا. ومنذ اندالع األزمة السّورية تحوّل األردن إلى وجهة رئيسية ل ّلّجئين السّوريين. وتشير تقديراته إلى وجود أكثر من مليون الجئ سوري على األراضي األردنية، بينما تقدّر مفوضيّة األمم المتحدة عددهم ألف الجئ. ويشكّل هؤالء عبئا اقتصاديا وتحدّيا سياسا متصاعدا مع 700 بنحو اســتمرار األزمة السّــورية دون حل أو تسوية ولو جزئية تسمح بعودة الالجئين، أو علــى األقــل تمنع تدفّقهم عبر الحدود نحو األردن. ولكن، ال يبدو أن هناك
171
Made with FlippingBook Online newsletter