التقرير الاستراتيجي 2022 - 2023

فلسطين: نضال في ساحات متعدّدة مع استمارر مسار التّطبيع شفيق شقير مقدمة بدت القضية الفلسطينية في العقد األخير محكومة بعدد من المحدّدات المترابطة، . لكن هذه 2011 التــي تحكّمت في مســارها منذ أحــداث الرّبيع العربي فــي المحدّدات بدأت تنفك عن بعضها البعض في السّنتين األخيرتين بعد مواجهات متعدّدة في الضّفّة الغربية وغزّة، وعودة المقاومة الشّعبية بوسائل مختلفة، وبعد تغيرات ملحوظة في البيئة العربية واإلقليمية. لكن تقدّم اليمين المطّرد في السّياسة ، يكرّس 2022 اإلسرائيلية، والذي بلغ ذروته في انتخابات نوفمبر/ تشرين الثاني منطقين يسيران جنبا إلى جنب: السّعي إلى المزيد من التّطبيع مع الدّول العربية واإلســ مية، وخوض المزيد من الحروب والمواجهات بذريعة تكريس يهودية الدّولة وضمان أمن إسرائيل. في هذا السّــياق، تبرز أربعة عناوين التّجاهات رئيســية يُرجَّح أن تســير وفقها القضية الفلســطينية في المســتقبل المنظور. وتتمثّل هذه االتجاهات في عملية السّالم، والتّطبيع العربي اإلسرائيلي، والتّصعيد العسكري، والنضال الفلسطيني. . 2023 فيما يلي تحليل لهذه االتّجاهات واستشرف لمستقبلها خالل العام عملية السّالم: موت سريري وغياب شروط اإلنعاش موت " يعتقــد الرّئيس الفلســطيني محمــود عباس أن عملية السّــ م تعاني من نتيجة الممارسات اإلسرائيلية واالستيطان وتهويد المقدّسات. وقد أعاد " سريري التّأكيد على ما كان 2022 فــي خطابه أمام األمم المتّحدة في ســبتمبر/ أيلــول قد عبّر عنه في عدّة مناســبات ســابقة، أن حل الدّولتين لم يعد خيارا إسرائيليا. وبذلك يعكس عبّاس اإلجماع الفلســطيني حول القناعة بموت عملية السّــ م وبعدم جدوى الرّهان عليها، على األقل في الوقت الرّاهن. فالظّروف اإلقليمية

175

Made with FlippingBook Online newsletter