، ثم لحقت بهما 2020 إلى جانب إسرائيل دولتي اإلمارات والبحرين في العام ، مع اختالف في أســباب ومســتوى ونوع 2021 السّــودان والمغرب في العام العالقــة التــي تربط كل دولة من هذا الرّباعي مع إســرائيل. وكان من تداعيات صعود خطاب التّطبيع، انتقال خصومة بعض األنظمة العربية مع اإلسالميين إلى خصومة مع حركة حماس تحديدا، ومع قوى المقاومة الفلسطينية بصورة عامّة. بل انعكس ذلك التغيّر في الموقف من المقاومة تصلّبا في العالقة مع السّــلطة الفلسطينية أيضا، حيث شابها بعض التّوتّر في أحيان كثيرة. في تطوّر 2021 و 2020 التي شهدها مسار التّطبيع بين عامي " االنتعاشة " تجلّت آخر على صعيد عالقة األنظمة العربية، التي تربطها عالقات قديمة مع إسرائيل. فمصر باتت أكثر انفتاحا على التّعاون مع تل أبيب وتطوير العالقات االقتصادية اتفاقية لتصدير غاز 2022 والتّجارية بينهما. وقد عقد الطرفان في يونيو/ حزيران إسرائيل عبر مصر إلى أوروبا. أمّا األردن، فيسعى لمقايضة الكهرباء بالمياه من إسرائيل عبر مشروع للطّاقة الشّمسية بتمويل إماراتي. ولكــن هذا المســار لم يجد دعما في قمة جامعة الــدّول العربية التي انعقدت . فقد أعادت القمّة االعتبار 2022 في الجزائر في بداية نوفمبر/ تشــرين الثاني للقضية الفلســطينية، وأكّدت علــى أولويتها وعلى دعمها بوصفها قضية العرب والمبادرة 2002 المركزيــة. كما دعت القمّة إلى العودة لمقــرّرات قمة بيروت العربيــة للسّــ م. ودعا البيان الختامي للقمّة إلــى رفع الحصار عن قطاع غزّة، وتبنّى توجّه دولة فلســطين للحصول على العضويّة الكاملة في األمم المتّحدة. قد ال تكون للخطاب العربي الرّســمي الذي ســاد في قمّة الجزائر القوّة الكافية لوقف مسار التّطبيع، إال أنه يظل مهمّا في تأكيده على الثّوابت العربية والتمسّك بالحقوق الفلسطينية في مقاومة االحتالل وإقامة الدّولة. وسط هذا التّعارض بين االتجاهين والخطابين في السّياسة العربية تجاه القضيّة الفلســطينية، لم تعد العالقة مع إســرائيل من حيث المبدأ محل إدانة عامّة في الحيّز الرّسمي العربي. وقد تلتحق دول عربية أخرى بمسار التّطبيع في السّنوات القادمــة، وفقًا لفهمها للظّروف السّياســية، وقراءتها للوضع اإلقليمي وموازينه، وتقديرهــا لمصالحها الوطنية، في غيــاب االتّفاق على مفهوم موحّد للمصلحة
177
Made with FlippingBook Online newsletter