اختراق هذه التّشــكيالت واغتيال نشطائها. ويُتوقّع أن تتحوّل هذه السّياسة التي إلى نهج ثابت واتّجاه عســكري له أدواته ووحداته 2022 بــادر إليهــا في العام . 2023 المختصّة في العام أمّا غزّة، فستســتمر في تطوير قدراتها العســكرية، ويبدو أنّها بصدد التحوّل إلى جزء من محور إقليمي أوســع بعد إعادة عالقاتها مع سوريا وتعزيز عالقتها مع إيــران. وتولــي فصائل المقاومة في غزّة أهمّيــة مطلقة لمواجهة دورات العنف المتوقّعة، واالســتمرار في معادلة ربط القــدس واألقصى بغزّة، للبناء على هبّة ، ولو بالحد األدنى. 2021 القدس في أفق النّضال الفلسطيني غامضا، فكل 2023 يبدو أفق النّضال الفلسطيني وما يمكن أن يحقّقه في العام ســاحة من ســاحاته تتحرّك في مناخ من انعدام اليقين. وأســباب ذلك متعدّدة، بعضهــا يتعلّق بموازين القوى والظّروف الدّولية، وبعضها اآلخر يتعلّق بالوضع الداخلي وفي مقدّمته اســتمرار االنقســام الفلســطيني. وال شك أن العالقة بين غزّة والضّفّة تُعد أحد أهم المؤشرات على مسار النّضال الفلسطيني في المرحلة ، الذي انعقد " لم الشمل " ، المنبثق عن مؤتمر " إعالن الجزائر " القادمة. ومع أهمّية ، فإن المصالحة ال تزال بعيدة المنال، 2022 أكتوبر/ تشرين األوّل 13 و 11 بين رغــم ما حظي به اإلعالن من تنويه فلســطيني وعربي ودعم في القمّة العربية، التي حرصت الجزائر أن يُعقد المؤتمر قبلها وعلى أرضها. وسيتواصل االنقسام الدّاخلي ما دام الخالف بين القوى الفلسطينية األساسية مستمرّا إزاء الموقف من عملية السّــ م، والعالقة التي يجب أن تكون مع االحتالل، وما يعنيه ذلك من غياب المشروع الوطني الجامع. ويزيــد مــن حدّة هذا االنقســام، واقع التّجزئة الذي كرّســه تشــتّت الجغرافيا والديمغرافيــا الفلســطينية وتوزّعهما على عدّة ســاحات، لــكل منها متطلّبات ضرورية تختلف، وربما تتناقض مع غيرها. فكل ســاحة من ســاحات النّضال الفلســطيني الخمس تعيــش ظروفا خاصّة وتتطلّب اســتجابة مختلفة. فالضفّة، حيث السّــلطة الفلسطينية، الممثّل الرّسمي للشّعب الفلسطيني، تعيش في عزلة عن بقية السّاحات. وغزّة المحاصرة إنسانيا، والتي تجري المواجهات التّقليدية
180
Made with FlippingBook Online newsletter