، يُتوقع أن تتعرض إلى ضغوط بهدف 2022 جرت في نوفمبر/ تشــرين الثاني دفعهــا لتغيير مقاربتها الحالية للحرب في اتجــاه تقليص الدعم ألوكرانيا. فإذا حصلت تلك الضغوط وتزايدت، فإن ذلك لن يؤثّر على مسار األحداث الميدانية في أوكرانيا وحســب، بل ســيُفقد الموقف األوروبي وحدته وتماسكه الذي بدا عليــه منذ اندالع الحرب. فبفضل صالبة الموقف األميركي بدرجة أولى، ظلّت أولويّــة مواجهــة الخطر الذي تمثّله حرب بوتين علــى األمن األوروبي متقدّمة علــى بقيّة األولويــات األوروبيّة، بما في ذلك مواجهــة الصعوبات االقتصادية التي تسببت فيها الحرب ذاتها. فإذا تراجعت حرب أوكرانيا في سلّم األولويات األميركيّة، سيتراجع الموقف األوروبي ويتصدع ويبدأ بالبحث عن تسوية تشعر بوتين بالنّصر وتدفعه للمضي في تحقيق بقيّة أهدافه. في األثناء، ســيخلق هذا الوضع بيئة دولية مواتية تُشــجّع الصّين على اتخاذ خطوات لضم جزيرة تايوان بالقوّة. ولكن هذا الســيناريو ال يبدو مرجّحــا، فموازين القوى الدوليّة ال تزال تميل بوضوح لصالح الغرب، وال يزال حلف الناتو قوّة عســكريّة ضاربة دون منافــس مكافــئ. كما أن النّفوذ األميركي المتزايد في المحيط الهادئ وفي بحر الصين الجنوبي يشكل رادعا للصّين يمنعها في الوقت الراهن من اإلقدام على ضم تايوان بالقوة.
22
Made with FlippingBook Online newsletter