بالبند الخامس من معاهدة حلف شمال األطلسي، فإن القوة الردعية لهذه المادّة ال يمكــن أن تُــوازن القوّة الرّدعية لحلف الناتو. فــأوزان الدّول الخمس، التي تتحالف مع روســيا في هذه المنظمة، ال تُقارن بأوزان الدول التســع والعشرين التــي تتحالف مع الواليــات المتحدة في حلف الناتو، ال من حيث عددها وال قدراتها العسكرية وال امتدادها الجغرافي. كما أنّها ال تشكّل إضافة نوعيّة للقوّة الروسية، بل إن هذه الدّول أحوج إلى المساعدة الروسية من حاجة روسيا إلى مســاعدتها. إلى جانب ذلك، لم تســتقر عضوية معاهــدة األمن الجماعي منذ إنشائها، فقد غادرتها كل من جورجيا وأذربيجان وأوزباكستان ألسباب مختلفة. ،) GUAM وبعــض هــذه البلدان انضم إلى تكتّالت منافســة، مثل تكتّل غوام ( الذي يضم عددا آخر من جمهوريات االتّحاد السّــوفيتي الســابقة، ويقع خارج دائرة النفوذ الروسي، بل يسعى إلى منافسته والحد منه. مــن نقــاط الضعف األخرى التــي تعاني منها منظمة معاهــدة األمن الجماعي هشاشــة األوضاع الداخلية لبعض أعضائها، وتعدّد النّزاعات الحدودية والعرقية والدينية بين بعضها اآلخر. فقبيل اجتياح روســيا ألوكرانيا، كانت آخر مهمّات المنظمة إرسال قوات مشتركة لوضع حد لالضطرابات السياسية واالحتجاجات االجتماعية التي كانت تعصف بنظام رئيس كازاخســتان قاسم جومرت توكايف وحكومته. وقبل ذلك، كانت موجة من االحتجاجات قد أطاحت بنظام الرئيس . وال يزال الصّراع بين أرمينيا وأذربيجان حول 2010 القرغيزي باكييف في العام إقليم ناغورنو كاراباخ مســتمرّا منذ أكثر من ثالثة عقود، كما يســتمر النّزاع بين أوزباكستان وقيرغيزستان من ناحية، وطاجيكستان وقيرغيزستان من ناحية أخرى. أما أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا، اللتان انفصلتا عن جورجيا بدعم عسكري روسي، فال تعترف بهما أيّة دولة من دول معاهدة األمن الجماعي، باستثناء روسيا. لهذه األسباب، ال يبدو أن منظمة معاهدة األمن الجماعي قادرة على لعب دور فعّال في تعديل موازين القوى لصالح روسيا في صراعها مع الغرب. فهي كتلة ضعيفة وهشّة وغير مستقرّة. وهي، بوضعها الرّاهن، أقرب إلى كونها عبءًا على االتّحاد الروســي من كونها رصيدا يزيد من قوّته وتأثيره. وقد كشــفت الحرب الروسية على أوكرانيا هذا الخلل، حيث بدت موسكو وحيدة في مواجهة حلف
41
Made with FlippingBook Online newsletter