كتاب تغطية الجزيرة للحرب الروسية الأوكرانية

محتمــل، وبالفعــل رأيت دخانه خلف جبــل مقابل المكان الــذي أوجد فيه؛ مما يعني اســتهداف منطقة قريبة من وســط المدينة ألول مرة! ومن دون تأخرٍ، طلبت من الســائق التوجه ألخذ المصور والمعدات والتوجه نحو الدخان، أما أنا فهرعت باتجاه دخان االنفجار وليس معي سوى هاتفي الشخصي، ووصلت إلى أســفل الجبل؛ حيث لم يكن أمامي طريق للوصول إلى الدخان ســوى أن أصعد وأقطعه ركضا... كنت أتوقف ثواني ألتقط فيها أنفاسي وأرسل معلومات وأخبــارًا إلــى الزمالء في القناة وبعض اللقطات من بعيد من هاتفي ثم أواصل مالحقــة الدخــان... أصعد تالال وأهبط من أخرى، وأقترب أكثر فأكثر، إلى أن قطعت كيلومترات بســرعة قياسية، فوجدت موقع االنفجار يشتعل بشكل هائل حيث كانت خزانات الوقود هي المســتهدفة، فأرســلت موقعي للفريق، وطلبت من المصور المتفاني (مارسيلو دي أوليفيرا) الحضور، لكنني لم أنتظر! اقترحت على الزمالء أن نظهر على الهواء عبر الهاتف، ونركّز الصورة على الحدث الكبير أقوى " حينهــا، وأعلق بالصوت فقط.. وهكــذا كان! ليلحق بي المصور ونقدم كما قال كثير من األصدقاء الصحفيين حينها، وبتغطية على الهواء " صورة للحدث ساعات متواصلة، وتصدّرت العناوين، وال سيما مع وجود 4 استمرّت أكثر من الرئيس األمريكي في بولندا المجاورة حينها. كانت تجربة أيضا ال تُنسى وتطبيقًا عمليًّا لمبدأ مالحقة الخبر الذي أهواه. إلى العاصمة.. مع بدء انسحاب القوات الروسية من محيط كييف، طُلب منّا االنتقال إلى هناك سريعا وإعداد مجموعة من القصص عن واقع السكّان فيها وتسليط الضوء علــى أولــى موجات العودة بعد الدمار الذي أصــاب المدينة ومحيطها، ورغم كوننا كنا نغطي انفجارًا في الغرب حينها، فإننا أتممنا عملنا وانطلقنا نحو محطة القطار، وفي الطريق تمنى الزمالء أن نفكر في إعداد قصّة على متن القطار عن العائدين إلى العاصمة هذه المرّة بعدما كان قد فر منها مئات اآلالف حينها. وبالفعل، وســط الكثير مــن الرجال العائدين لتفقّد مــا إذا كانت المدينة وبيوتهــم تصلح إلرجــاع عائالتهم إليها بعد انســحاب القوات الروســية من أطرافهــا وتراجع وتيرة القصف، صادفنا رجال وزوجته ومعهما طفلهما الصغير

91

Made with FlippingBook Online newsletter