البيروقراطية الإدارية وآليات التدبير السياسي في اليابان

وسلطة تحكمها القواعد والأنظمة تضبط كل أعمالها وعلاقاتها التنظيمية وحدةُ القيادة، والســلطة موزعة بحسب التسلسل الهرمي، وتقسيم العمل والتخصص، ونظام الكفاءة . هذا المفهوم المعروف في الأدب التقليدي هو ((( والاســتحقاق في التجنيد والترقية ما نقصده في تناولنا لليابان إذ نميل إلى معنى الحكم بواســطة المكاتب أو بواســطة جهاز الدولة للإشارة إلى الموظفين الإداريين التابعين للحكومة، وبصورة أكثر تحديدًا: النخبة الإدارية على مســتوى المراتب الوســطى والعليا في التنظيم البيروقراطي التي تشمل رئيس قسم ومدير شعبة والمدير العام ونائب الوزير في الحكومة المركزية الذين عيّنتهم السلطة العليا وهم غير منتخبين. هذه المســتويات الإدارية لها الدور المتفوق في جميع الأنظمة السياســية على اختلاف أنواعها، ولكن اختلف المفكرون حول دلالات وأهداف البيروقراطية فيها سلبًا وإيجابًا في اتجاهين رئيســيين: الأول أكد أهمية البيروقراطية في بناء الدولة الحديثة، وهيغــل أول مــن دعا إلى رد الاعتبار لمصطلح البيروقراطية بعد أن كان في البداية ذا دلالة مســتهجنة، فهو يرى فيها الصورة العقلانية وفقًا لروح العصر الحديثة ويتجنب المعنى المستهجن للفظ البيروقراطية التي تعني طغيان الموظفين، بوصفها طبقة تَخضع لروح الجماعة وتشكّل دولة داخل دولة، وهو يرى أن الترتيب الهرمي وسيلة داخلية للضبط والنظام ضد التعسف، ويَحفظ من أعلى مؤسساتِ السيادة ومن أسفل حقوق النقابات، ويمنع الموظفين من أن يأخذوا الموقف المنعزل الشــبيه بالأرســتقراطية أو . فهذه الطبقة -التي تعد منفصلة ((( أن تصبح الثقافة والموهبة وسيلة للتعسف والهيمنة عن المصالح الشــخصية- خير من يمثّــل إرادة المجتمع التي تقوم بحماية المصالح العامة، وهي النقطة التي تُحدث اتصاً مباشرًا وفاعً مع مؤسسات الدولة المختلفة، وهي الوسيلة لكي يكون المرور من المصلحة الخاصة إلى المصلحة العامة ممكنًا. يتفق ماكس فيبر مع هيغل في أهمية البيروقراطية ولكنه نظر إليها بوصفها مدخ لتحقيق الشــرعية، فالدولة تمارس من خلال بنيتها الإدارية اختصاصها على عدد كبير مــن الناس، وهؤلاء الموظفون بمنزلة الجســر بين الحاكــم والمحكوم فهم يمتلكون S. Clegg,” Bureaucracy and public administration”, in The Blackwell Encyclopedia of ((( Sociology, 376. (دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، 3 إريك وايلي، هيغل والدولة، ترجمة نخلة فريفر، ط ((( . 72 )،ص 2007

14

Made with FlippingBook Online newsletter