. وقد امتزجت هذه النظرة مع ســمة ســائدة ((( يوجد مجالٌ للقرارات الفردية والخاصة في المجتمع وهي الجماعية وتأخذ طابعًا مقدسًا، ولم تتراجع هذه الثقافة أمام الليبرالية الفردية بل على العكس تكيفت الليبرالية وأصبحت جماعية الطابع فأخذت العلاقات ، وهذا الذي تقدم ذكره عزّز التوجه ((( المؤسســية العمودية تقوم على الطابع الأبــوي التنموي للدولة ومنحها القدرة على تعبئة طاقات الشعب كافة للنهوض سواء في عهد ميجــي أو بعــد الحرب العالمية الثانية. لذا، ففــي نظر اليابانيين الدولة هي من طبيعة الأشياء، إذ إنها تشبه الأسرة، وهذا يختلف عن آراء الفكر الغربي، مثل: فكرة الإرادة ، لذا ((( العامــة والعقــد الاجتماعي على الرغم من تأثير هذه الأفكار في الثقافة اليابانية ترسخ لدى اليابانيين شكل السلطة المركزية، وكما هو معروف فإن البيروقراطية واحدة من أهم أدوات الدولة في تنفيذ سياساتها. من هذه النظرة إلى الدولة تركز الوزارة على الهرمية، والأقدمية، وتبجيل الرؤساء ، وترتبط الهرمية بأولوية الجماعة ((( بدرجــة عالية لا توجد في الديمقراطيات الأخرى علــى الفــرد في ظل معايير تقليدية للتفــوق والهيمنة داخل الجماعة، أي إن المراتب الاجتماعية تتمايز فيما بينها في إطار الممارسة والضبط من الأعلى إلى الأدنى، وهناك تراتيب وفقًا للعمر أو الجنس أو الأقدمية. وفي إطار هذا النظام يعرف كل فرد موقعه ، وهذه السمة لا ترتبط ((( تمتد إلى خارج المؤسسة ((( وما يفرض عليه من أنماط السلوك (مؤسسة الأبحاث العربية، لبنان، 1 عبدالغفار القصبي، التقليدية والحداثة في التجربة اليابانية، ط ((( . 75 )،ص 1984 أوراق آسيوية، (مركز الدراسات الآسيوية، جامعة القاهرة، ،" الثقافة السياسية اليابانية " أحمد قنديل، ((( 12 ،ص 30 )، العدد 2000 فبراير/شباط . 76 القصبي، التقليدية والحداثة،ص ((( Yunk Park, Bureaucratese and Ministries in Contemporary Japanese Government ((( Institute of East Asian Studies, (University of California - Berkley, ,U.S.A,1986), 9. . 13 قنديل،ص ((( من الأمثلة أنه تم نقل أحد الموظفين؛ لأن ابنه كان في صف مدرسي فيه أبناء رؤسائه، وكان متفوقًا ((( ، في فضيحة 1976 عليهم دراسيّا، ومثال آخر عندما تم استجواب أحد مسؤولي وزارة النقل، عام الطيران لوكهيد، حيث استشاط غضبًا تحت الاستجواب؛ لأن عضو الدايت كان منصغار الموظفين في وزارة النقل قبل أن يصبح برلمانيّا، فعدّها وقاحة من الصغار في استجواب الكبار. ينُظر: Park, Bureaucratese and Ministries, 20.
36
Made with FlippingBook Online newsletter