الفصل الثالث | التحول المعرفي
38
لا أنسـى التعـاون الكبيـر الـذي لقيتـه مـن الأخـوة في جهاز الاسـتخبارات الباكســتاني. ففــي إحــدى زياراتــي التــي قمــت بهــا إلى باكســتان في م، والتــي كانــت دائمــا مميــزة بمــا كنــا نلقــاه ٢٠٠٦ - ٢٠٠٥ عامــي مـن تفهـم ودعـم منقطـع النظيـر، طلبـت منهـم تحضيـر ملـف كامـل مـا يتعلـق منـه بالحـدود وأمنهـا ً عـن تعاملهـم مـع الإرهـاب، خصوصـا والتسـلل مـن أفغانسـتان. وكانـت الحاجـة إلى الاطـاع عـى هـذا الشـأن بالـذات مبنيـة عـى التوقعـات بمـا يمكـن أن تـؤول إليـه أمـور بـدأت ملمحهــا تتضــح في عمليــات إرهابيــة في العــراق، وســوف نواجــه تسـللها عب ـر حدودن ـا كم ـا واجهته ـا باكسـتان. ولا يفوتنـي هنـا أن أذكـر اقتـراح مشـروع اسـتراتيجي وأمنـي مسـتقبل، يـن إلى مقـام المغفـور لـه -بـإذن ّ رفعنـاه بالاشـتراك مـع الإخـوة العماني م، ويتعلق بضـخ البترول ٢٠٠٥ اللـه- الملـك عبداللـه بـن عبدالعزيـز عـام حـار بدولـة عمـان لتفـادي مضيـق ُ السـعودي مـن حقـل ”الشـيبة” إلى ص ين والاتف ـاق م ـع ّ هرم ـز، وكان ذل ـك بالتنسـيق م ـع الإخ ـوة الباكسـتاني الأصدقـاء الصينييـن. ويقتضـي هـذا المشـروع مـد أنابيـب مـن مينـاء ومدينــة جــوادر الباكســتانية إلى شــمال الصيــن لســد احتياجاتهــا مــن النف ـط، ولتلت ـزم عـى المـدى الطوي ـل بهـذا المشـروع وحمايت ـه. كمـا اســتراتيجية بعيــدة المــدى، ويمكنــه أن يمثــل ً أنــه يحقــق أهدافــا ً علمـة فارقـة في تعزيـز العلقـات مـا بيـن دول الجزيـرة العربيـة وصـولا إلى باكسـتان والهنـد والصيـن. سـرت عليـه بخطـوات ً أذكـر هـذه التجـارب؛ لأنهـا فتحـت أمامـي طريقـا يدعمهــا إيمانــي بوجــوب بنــاء الوطــن بأيــادي أبنائــه، مــن خــال في بلــد مثــل المملكــة ً تحملهــم الأمانــة وشــرف الانتمــاء، خصوصــا العربيــة الســعودية، بــاد الحرميــن الشــريفين منبــع الرســالة ومهــد العروبــة والكرامــة والشــهامة وحاملــة لــواء الإســام والســام.
Made with FlippingBook - professional solution for displaying marketing and sales documents online