Together Apart-(A)

ووفقًــا لضوابــط كثيــرة مــن أجــل منــع تســرب الفيــروس إلينــا، أو مــن أجــل عــدم المســاهمة فــي نقلــه وانتشــاره للآخريــن. وبدأن ـا بوضـع آلي ـات ونظـم جدي ـدة لحياتن ـا، وأصب ـح الاهتمـام بالأخب ـار الصحي ـة ل ـه الأولوي ـة، وخصوصًـا كل مـا يتعل ـق بالفي ـروس وانتشـاره والوقاي ـة من ـه واللقاح ـات التـي يمكـن أن توقـف الانتشـار ومـا تقـوم بـه منظمـة الصحـة العالميـة مـن جهـود، وكذلـك قـراءة الدراسـات والأبحـاث حـول أسـباب الانتشـار وأبعـاد مـا يجـري فـي العالـم: فهـل مـا يجـري عقـاب إلهـي للبشـر؟ أو هـو انتقـام للطبيعـة مـن الانتهـاكات الت ـي تعرضــت لهــا طيلــة الأعــوام المائــة الماضيــة؟ أو هــي حــرب بيولوجيــة بيــن الــدول الكبـرى والقـوى الإقليميـة بسـبب الصراعـات عل ـى النفـوذ؟ وأي ـن الدي ـن ممـا يجـري؟ وكي ـف يمكـن أن نعمـل مـن أجـل المواجهـة؟ ومـا مسـتقبل البشـرية والعال ـم مـا بعـد كورونـا؟ وهـل مـا يجـري سـيكون نهايـة للعولمـة والنيوليبراليـة الجديـدة ودور أمي ـركا؟ وأي أدب أو عل ـوم فيمـا بعـد الكورون ـا؟ كلهـا أسـئلة وإشـكالات كنـا نفكـر بهـا يوميّـا ونبحـث عـن إجابـات حولها، سـواء من خـال مـا نقـرأ أو عبـر تبـادل الرسـائل والمعلومـات أو التواصـل الهاتفـي والواتسـابي أو الفايسـبوكي مـع عـدد مـن الزمـاء والأصدقاء. وبمـوازة ذلـك بـدأت الحيـاة اليوميـة تتغيـر، فالعـودة للقـراءة والمطالعـة أصبحـت لهـا الأولويـة فـي البرنامـج اليومـي، لأنـه لا يمكـن مـلء الفـراغ الحاصـل إلا عبـر القـراءة والمطالعــة، وشــكّل الهاتــف بتقنياتــه الجديــدة المصــدر الأهــم للأخبــار والدراســات وللتواصـل مـع الآخري ـن وأصب ـح ل ـه برنامـج محـدد بشـكل يومـي رغـم الحـرص دومًـا علـى ألا أصبـح أسـيرًا لـه نظـرًا لمـا يقدمـه مـن خدمـات وإيجابيـات عديـدة، كمـا أصبـح للتلفـاز قسـمًا مـن الاهتمـام لمواكبـة مـا يجـري مـن نـدوات وحـوارات ومـا يعممـه مـن توصيـات وتعاليـم وإرشـادات صحيـة واجتماعيـة. وأمـا عل ـى صعي ـد العمـل فبدأن ـا نسـتفيد مـن الآلي ـات الجدي ـدة الإلكتروني ـة سـواء لإنجــاز الأعمــال أو مــن أجــل عقــد الاجتماعــات الموســعة، وخصوصًــا مــن خــال التطبيقــات الجديــدة والتــي لــم نكــن نلجــأ إليهــا ســابقًا. لكـن الجانـب الأهـم فـي هـذه المرحلـة الجديـدة والتـي لـم نكـن نعلم كيفسـتنتهي ومـا هـي آثارهـا النهائي ـة، كان الانعـكاس عل ـى الجان ـب النفسـي وطقـوس العب ـادة والإيمــان، ففــي الســابق كان الذهــاب إلــى المســجد واللقــاء مــع علمــاء الديــن أو

142

Made with FlippingBook Online newsletter