الصداقة في زمن الكورونا رنا مرشد »2020 مرشحة للفوزفي مسابقة «الأديب للشباب
ل ـم تكـن الشـمس قـد ألقـت رداءهـا بعـد نومهـا الطوي ـل، حيـن ب ـدأ الفجـرُ حمل ـة مداعبتهــا بالغــزل العفيــف طالبًــا منهــا أن تنشــرَ ذوائبهــا فــوق هــذا العالــم الــذي انطمـس بسـواد الليـل، كانـت الليلـةُ طويلـةً تبعـث فـي النفسخوفًـا، وترقبًـا لوصول الفجـر الجميـل. ب ـدا سـوق واق ـف الوكـرة كأن ـه مغـارة الشـمس الت ـي تشـرق منهـا عل ـى العال ـم، فالشـاطئ قـد تمـدد أمـام البحـر، تسـحرُ العيـنَ رمالُـه الذهبيـة، وقـد بـدأت الشـمس تفــرك عيونهــا لتنطلــق فــي عالــم الحيــاة مبشــرةً بــولادة يــوم جديــد، تعطــي فيــه النف ـوسَ آم ـاً عِراضًـا، وت ـداوي في ـه قلوب ًـا م ـن أوج ـاع الزم ـن الطوي ـل. بشـكلها الجمي ـل 2020 إن ـه الي ـوم الثال ـث مـن السـنة الجدي ـدة، فقـد جـاءت سـنة وأرقامهــا المتكــررة التــي تبعــث فــي النفــوس التفــاؤل والأمــل، ودّعــتُ الســنة الماضيـة بـكل مـا فيهـا مـن خيبـات عـراض، ومحـاولات متكـررة للوصـول إلـى غايـات كثيــرة لا تــكاد تنتهــي. كان يـوم الجمعـة الأول فـي هـذه السـنة التـي وُلِـدتْ منـذ ثلثـة أيـام، فقـد كانـت تحبـو، ترت ـع فـي ثيـاب براءتهـا التـي يكـون عليهـا الأطفـال فـي مثـل تلـك الأي ـام مـن حياتهـم. شـمس تولـد للتـو، وعـام جديـد يرتـع فـي ثيـاب طفولتـه، وشـاطئ سـوق واقـف، وغي ـوم رمادي ـة تلعـب فـي جـو السـماء، مفسـحة المج ـال للسـماء أن تعان ـق الأرض مـن خـال فجـوات فيمـا بينهـا تشـبه فجـوات الأمـل فـي مسـتقبل معت ـم. كل ذل ـك ت ـرك فـي نفـس لول ـوة مسـاحة مـن المشـاعر التـي لا حـدود لهـا، لول ـوة التـي اتخـذت مـن سـوق واقـفصديقًـا لهـا منـذ أن أنشـئ علـى شـاطئ الوكـرة كأنهـا منطقـة دافئـة فـي الذاكـرة، تجـول فيهـا كأنـك تركـب آلـة الزمـن التـي يكثـر ذكرهـا فـي قصـص الخيـال العلمـي، إن السـائر فـي سـوق واقـف الوكـرة ليشـعر لبرهـة أن
45
Made with FlippingBook Online newsletter