العدد الرابع من مجلة لباب

| 128

كمــا أســهمت الحــروب والنزاعــات المســلحة وظهــور الجماعــات الجهاديــة العنيفــة التـي عرفتهـا المنطقـة العربيـة فـي السـنوات الأخيـرة بشـكل كبيـر فـي ارتفـاع حـوادث الاعتقــال والتعذيــب بــن صفــوف الصحفيــن والإعلاميــن. فمنــذ انــدلاع الثــورة السـورية، قامـت السـلطات الحاكمـة بشـن حمل ـة ضـد الصحفي ـن المعارضـن للنظـام بسـبب تغطيتهـم لمجريـات الأحـداث فـي البـ د وتعاملهـم مـع وسـائل إعـ م إقليميـة ودوليــة. وقــد ســجلت البــ د حــالات وفيــات متعــددة بــن صفــوف الصحفيــن والناش ـطي ف ـي المج ـال الإعلام ـي وم ـن بينه ـم رائ ـد ف ـارس وحم ـود جني ـد، الل ـذان .2018 ت ـ ف ـي الع ـام ُ ق ا، إلــى ً وأشــارت الشــبكة الســورية لحقــوق الإنســان، فــي تقريــر لهــا تم نشــره مؤخــر ض لهـا َّ مـن مجمـل الانتهـاكات التـي تعـر 90% مشـاركة قـوات النظـام الحاكـم بنسـبة ـا مقتـل ً ـق التقريـر أيض ِّ وث ُ الصحفيـون السـوريون منـذ انـدلاع الثـورة فـي البـ د. كمـا ي حالـة خطـف واعتقـال 418 ا فـي الحقـل الإعلامـي و ً وناشـط ً عامـ 689 مـا لا يقـل عـن ق التقريـر إلـى تصاعـد عمليات َّ واختفـاء قسـري منـذ بدايـة الحـراك الشـعبي. كمـا يتطـر ــل التنظيمــات َ ب ِ الاعتــداء علــى العاملــن والناشــطي فــي الحقــل الإعلامــي مــن ق الإسـ مية المتطرفـة والعنيفـة، ومـن بينهـا تنظيـم “الدولـة الإسـ مية” وهيئـة تحريـر الشـام .)15( ـا الصحفي ـن الأجانـب فـي المناطـق الخاضعـة لسـيطرتها ً الت ـي اسـتهدفت أيض وبالرغـم مـن تناقـص عـدد الصحفيـن الذيـن تم قتلهـم فـي سـوريا المصنفـة فـي الدرجة الت ـي شـملها تقري ـر منظم ـة “مراسـلون ب ـ حـدود”، 180 ف ـي قائم ـة البل ـدان الــ 174 ا ً ا كبيـر ً ل تهديـد ِّ شـك ُ والـذي أشـرنا إليـه فـي بدايـة هـذه الدراسـة، إلا أنـه بلـد لا يـزال ي علـى الصحفيـن كمـا هـي الحـال فـي العـراق واليمـن وليبيـا، حيـث تحتـل هـذه الأخيرة فـي القائمـة المذكـورة. 162 المركـز

Made with FlippingBook Online newsletter