العدد الرابع من مجلة لباب

161 |

دور المجتمع الصحفي في مراحل الانتقال السياسي بالعالم العربي

النقـدي.. فالأفـراد يناقشـون رسـائل وسـائل الإعـ م عنـد اسـتقبالهم لهـا، ويحولونهـا فـور ذلـك خـ ل سـردهم لهـا وتفسـيرها وإعـادة تفسـيرها، والتعقيـب عليهـا والسـخرية منهــا وانتقادهــا. إن امتلاكنــا لهــذه الرســائل وإدماجهــا فــي حياتنــا يجعلنــا قادريــن علـى تنميـة مهاراتنـا ومخزوننـا المعرفـي وإعـادة تشـكيله. ثـم اختبـار مشـاعرنا وأذواقنـا ). ويمكـن تشـبيه الفـرد المتلقـي لمختلـف هـذه الرسـائل 7(” وتوسـيع آفـاق تجربتنـا الحياتيـة بـ”لوحـة فني ـة ترسمهـا الانفع ـالات والأحاسـيس المتباين ـة الت ـي ق ـد تختل ـف مـن لحظـة .)8(” لأخـرى باخت ـ ف الموق ـف الاتصال ـي لذل ـك، ترتب ـط هيمن ـة المجتم ـع الصحف ـي الي ـوم بم ـا يمتلكـه م ـن وسـائل ومؤسس ـات ودرجـة حداثتهـا ومـا لديـه مـن هوامـشحريـة، كـي لا يتـرك تلـك الوسـائل فـي أيـدي ـك المؤسسـات الإعلاميـة والاتصاليـة لا ُّ مـن هـم أقـل خبـرة وكفـاءة، خاصـة وأن “تمل يقتصـر علـى الاحتـكار الاقتصـادي والمالـي، بـل إن جوهـره يكمـن فـي البعد السياسـي. ومـن هنـا، فـإن ملكيـة وسـائل الإعـ م المختلفـة تقتـرن فـي أكثـر الأحيـان بالرقابـة التي تفرضهـا الدولـة علـى البـث الإعلامـي بجميـع أشـكاله وأدواتـه. وعلـى هـذا الأسـاس، ترتب ـط حري ـة الوسـائل الإعلامي ـة إل ـى حـد كبي ـر بالتعددي ـة، أي بإتاحـة حري ـة التعبي ـر والمش ـاركة العام ـة لمختل ـف الق ـوى والفئ ـات والش ـرائح ف ـي المجتم ـع. وبعب ـارة أخـرى .)9(” فـإن الحريـة الإعلاميـة هـي مـن مظاهـر الديمقراطيـة لكننـا اليـوم “أدى انتشـار وسـائل الإعـ م الجماهيريـة وسـطوة صناعـة الترفيـه الجماهيرية إلــى تشــويه طبيعــة المجــال إلــى حــد بعيــد؛ ذلــك أن مناقشــة القضايــا السياســية رت سـطوة َّ أصبحـت مرهونـة بمـا يـدور فـي البرلمانـات وفـي وسـائل الإعـ م، فيمـا تجـذ المصـالح التجاريـة والاقتصاديـة وهيمنـت علـى الصـالح العـام. ولـم يعـد الـرأي العـام ل مـن خـ ل النقـاش العقلانـي المفتـوح، بـل غـدا مصلحـة لعمليـات الاسـتمالة َّ يتشـك

Made with FlippingBook Online newsletter