| 176
بمصداقيـة وموضوعيـة الخبـر الـذي يتعـرض للانتقائيـة والتلاعـب والتوجيـه. - بس ـبب ضع ـف الإمكاني ـات وع ـدم وج ـود مج ـال لتق ـديم خدم ـة عمومي ـة مناس ـبة ــا ّ ً ــا وحتمي ّ ً اضطراري ً لحجــم الأحــداث والرهانــات، تصبــح صحافــة المواطــن بديــ والمتنفــس والمنقــذ مــن التعتيــم والضبابيــة المفروضــة بمنطــق الســ ح والنــار، غيــر أن ا فــي نشــر التفرقــة والفكــر التعصبــي ً ا كبيــر ً صحافــة المواطــن عــادة مــا تلعــب دور ـد مـن دور ِّ ق َ ع ُ العنصـري التخوين ـي، والتعمي ـم السـلبي والتراشـق والاتهـام التعسـفي. فت ل السياسـي السـلس، ليغـرق فـي التأكيـد ُّ المجتمـع الصحفـي فـي المسـاعدة علـى التحـو والتكذي ـب، ويضي ـع وس ـط تدف ـق الخب ـر والمعلوم ـة والص ـورة عب ـر صحاف ـة المواط ـن. - مـع اسـتمرار التـأزيم، تنتشـر فكـرة الرغبـة فـي الاسـتماع إلـى رأي واحـد فقـط ممـا يجع ـل المواطـن ينظـر للإعـ م ال ـذي يطـرح التعددي ـة بأن ـه مصـدر للتشـتت والتفرق ـة والبلبل ـة، وبالتال ـي يفـرض التخن ـدق وتتقل ـص مسـاحة القب ـول بالآخـر، الشـيء ال ـذي يعطـل مبـدأ التسـوية والحـوار والتفـاوض، ليصبـح الشـغل الشـاغل هـو محاولـة السـيطرة علـى الخبـر، وهـذا مـا يسـتنزف الكثيـر مـن الجهـد والمـوارد؛ لأنـه غيـر قابـل للتحقيـق فـت المحـاولات. إلا أن سـياق النـزاع وسـطو مشـاعر البحـث عـن هزيمـة الآخـر َّ مهمـا كل ـب صـوت العق ـل فيصب ـح جـزء م ـن المجتم ـع ِّ ومحاول ـة إخضاع ـه، أو اسـتئصاله، تغي الصحفـي غيـر قـادر علـى التفريـق بـن خطـاب المظلوميـة وخطـاب كشـف المظالـم. ا ً ا مـن المشـكلة وليـس جـزء ً - فـي الكثيـر مـن الحـالات يصبـح المجتمـع الصحفـي جـزء ل إلـى َّ ل للتشـكيك فـي كل شـيء، خاصـة المبـادرات التـي قـد تتحـو َّ مـن الحـل، ويتحـو فـرصضائعـة بسـبب أداء المجتمـع الصحفـي فتضيـع بوصلـة التوجيـه والترشـيد.
Made with FlippingBook Online newsletter