العدد الرابع من مجلة لباب

| 182

أثنـاء الحـراك الشـعبي في ً السـلطة والشـارع علـى الفضـاء الإعلامـي والصحفـي، فمثـ الجزائـر لـم تخـل مسـيرة واحـدة مـن مسـيرات الجمعـة ومسـيرات الطلبـة يـوم الثلاثـاء ـا بالتشـجيع ً مـن محاولـة اسـتمالة المجتمـع الصحفـي بالضغـط واللـوم والتخويـن، وأحيان ا لتطلعـات الحـراك. ّ ً عندمـا يسـتجيب نسـبي كمـا تظهـر أثنـاء المراحـل الانتقاليـة المبرمجـة أو العفويـة والواقعيـة إشـكالية معقـدة تعيـق د إمكانيـة مسـاهمة المجتمـع الصحفـي فـي إنجـاح مرحلـة التحـول الديمقراطـي أو ِّ هـد ُ وت التخفيـف مـن أعبائهـا، وهـي صـدام النخـب الصحفيـة والإعلاميـة بالمثقـف الأكاديمـي د الإعلاميـون علـى حالـة التصحـر َّ وسـطوة النخـب الإلكترونيـة أو الشـبكية. فقـد تعـو لـوا إلـى نخـب جاهـزة لمـلء الفـراغ َّ السياسـي والنخبـوي فملـؤوا الفـراغ الحاصـل وتحو فـي كل شـيء، وانتقل ـوا بعـد شـعورهم بالشـهرة والتقب ـل ل ـدى الن ـاس لمرحل ـة توجي ـه ـا مـن ً الأحـداث والتأثيـر فيهـا، وسـاعدهم علـى ذلـك انكفـاء النخـب الأكاديميـة خوف تكلف ـة المواق ـف المنتق ـدة والمعارضـة، وبحك ـم أن الصحفي ـن أق ـرب للاحت ـكاك م ـع أصحـاب الق ـرار أو النخـب الموالي ـة للس ـلطة فإنه ـم أكث ـر ق ـدرة عل ـى توسـيع هام ـش حريـة الانتقـاد والطعـن فـي التسـيير، لأنهـم الأقـدر علـى التفـاوضمـع السـلطة واللعـب معهـا فـي معركـة الهوامـش، وإذا مـا شـعروا بغضـب حقيقـي ل ـدى النخـب الحاكمـة لامتصـاص الغضـب. ً تراجعـوا قليـ ـا فيهـا، فتطـاول الكثي ـر منهـم ً ـا مبالغ ً هـذه الوضعي ـة أكسـبتهم ثقـة فـي النفـس أحيان ــد نــوع َّ علــى المثقفــن والأكاديميــن أصحــاب أنصــاف المواقــف والانهزاميــن، ليتول مـن الانفصـام بـن النخـب الإعلاميـة والأكاديميـة، وأصبـح كل طـرف يهاجـم وينتقـد ل نــوع مــن القطيعــة دفــع الكثيريــن مــن النخــب لمقاطعــة المجتمــع َّ الآخــر، فتشــك ـل َّ ـا م ـن التأوي ـل والتحري ـف، وبالتال ـي عط ً الصحف ـي والتحف ـظ عل ـى التصري ـح خوف

Made with FlippingBook Online newsletter