العدد الرابع من مجلة لباب

183 |

دور المجتمع الصحفي في مراحل الانتقال السياسي بالعالم العربي

ل البنيـة ِّ شـك ُ الوظيفـي الصحـي الـذي كان مـن المفتـرض أن ي َ الناعـم التعـاون ُ التصـادم الفكري ـة للتح ـول الديمقراط ـي. ووجـدت السـلطة الفعليـة فـي هـذا التشـنج فرصـة لالتقـاط الأنفـاس والتشـويش علـى محـاولات التحـرر. فـ المجتمـع الصحفـي قـادر علـى إنتـاج معنـى للحـراك وتفسـير ا أو ً الواقـع فـي شـكل مسـار تراكمـي للفعـل الاحتجاجـي المطلبـي الـذي يسـتهدف تغييـر ـا للنظـام، ولا المثقـف الأكاديمـي يسـتطيع التأثيـر فـي وعـي الجماهيـر دون ً ـا عميق ً إصلاح المـرور الحتمـي علـى المجتمـع الصحفـي والاسـتعانة بموروثـه النضالـي وثقافتـه السياسـية وشــبكة علاقاتــه لتحقيــق أكبــر قــدر مــن الاختــراق ورفــع ســقف الوعــي وتصحيــح الإدراك. ومــن هنــا، اقتضــت متطلبــات التحــول الديمقراطــي والمراحــل الانتقاليــة حتميــة إجــراء مصالحــة لتصحيــح الوضــع المرضــي الــذي أنتجتــه الأنظمــة المســتبدة وعلــى رأسـها المصالحـة ب ـن المثق ـف والشـعب، ويدخـل ف ـي إطارهـا المصالحـة ب ـن المثق ـف والأكاديمــي. ويـرى الباحـث أن المثقـف مطالـب فـي بعـض المجتمعـات بالاعتـذار للشـعوب؛ لأنـه ـل الركـون للظالـم والسـكوت علـى الباطـل مقابـل الحفـاظ علـى مصالحـه الخاصـة َّ فض ـا مـن الخيانـة لثقـة المجتمـع، ً ـة وتحمـل فـي طياتهـا نوع َّ ل ِ ذ ُ وتحقيـق ترقيـة ولـو كانـت م ر أن هـؤلاء الأبنـاء عندمـا َّ الـذي بـذل الغالـي والنفيـس لتعليـم أبنائـه ولـم يكـن يتصـو يكبـرون ويتعلمـون سـيديرون لـه ظهورهـم وينظـرون لـه نظـرة ازدراء وكأنـه هـو السـبب فـي التخلـف وليسـت الأنظمـة المسـتبدة، بـل قـد يعتبـرون أن مؤسسـات النظـام الفاسـد ضحيـة فسـاد الأنظمـة. ً أكثـر ديمقراطيـة وحداثـة مـن الشـعوب التـي كانـت أصـ ومـن جهـة أخـرى، قـد يعتـرض نجـاح التحـول الديمقراطـي أو المراحـل الانتقاليـة بـروز

Made with FlippingBook Online newsletter