العدد الرابع من مجلة لباب

| 36

فـي العـراق وسـوريا إلـى تأجيـل المشـروع الاسـتراتيجي الإيرانـي علـى المسـتوى القريـب، كمـا أن الـدور السـعودي فـي اليمـن والبحريـن عرقـل الطموحات الشـيعية على المسـتوى المتوسـط، فـي حـن أنتجـت المشـاغلة الإسـرائيلية لحـزب الله فـي لبنـان حالـة تشـتيت لــ دوار الإيرانيــة فــي إطــار الجيوبوليتيــك الشــيعي علــى المســتوى البعيــد، كمــا أن العلاقـات الإيرانية-الباكسـتانية، والعلاقـات الإيرانية-الأفغانيـة، هـي الأخـرى انعكسـت بصـورة غيـر مباشـرة علـى طبيعـة وواقـع الأقليـات الشـيعية فـي هاتـن الدولتـن. ا ً ـا كبير ً ل هـي الأخـرى تحدي ِّ وفـي نفـس السـياق، فـإن العلاقـات الإيرانية-الروسـية تشـك ـا أم ـام الجيوبوليتي ـك الشـيعي، فعل ـى الرغـم م ـن حال ـة التراب ـط السياسـي ً يق ـف عائق ال ـذي تشـهده العلاق ـات ب ـن البلدي ـن ف ـي العدي ـد م ـن الملف ـات الإقليمي ـة والدولي ـة، ـا ولي ـس ّ ً والت ـي يأت ـي عل ـى رأسـها المل ـف السـوري، إلا أن هـذا التراب ـط يظـل تكتيكي ا، اقتضت ـه طبيع ـة الظ ـروف الدولي ـة الت ـي نتجـت بع ـد قي ـام ث ـورات الربي ـع ّ ً اسـتراتيجي العرب ـي، سـواء أكان ـت عل ـى مسـتوى العلاق ـات الروسـية-الأميركية، أم عل ـى مسـتوى ا ً ـا كبيـر ً عـن ذلـك يمكـن القـول: إن هنـاك فارق ً العلاقـات الإيرانية-الأميركيـة، فضـ فـي طبيعـة وجوهـر المشـروع السياسـي الإيرانـي والروسـي، فـالأول هـو عقائـدي دينـي مذهبـي، أمـا الثانـي فهـو سياسـي مواجهاتـي دولـي، فهنـاك العديـد مـن الإشـكالات التــي تعتــري هــذه العلاقــة، والتــي قــد تظهــر للعيــان بشــكل واضــح بعــد أن تضــع

الحـرب السـورية أوزارهـا فـي المسـتقبل المنظـور. تحدي القيادة داخل العالم الشيعي ً ثالثا

لـم تسـتطع الجمهوريـة الإسـ مية فـي إيـران منـذ تأسيسـها ولحـد الآن أن تقيـم علاقـة مسـتقرة وطيبـة مـع الحـوزة العلميـة الشـيعية فـي النجـف، بسـبب موقفهـا مـن موضـوع

Made with FlippingBook Online newsletter