العدد الرابع من مجلة لباب

37 |

الجيوبوليتيك الشيعي والمخيلة الجيوستراتيجية الإيرانية

ولاي ـة الفقي ـه بمفهومه ـا الخمين ـي، مم ـا جع ـل النظ ـام الإيران ـي ف ـي حال ـة توجـس م ـن الحـوزة بشـكل مسـتمر، إضافـة إل ـى خلافـات أخـرى فـي أسـاليب إدارة الحكـم ب ـن المراجــع والنظــام السياســي؛ ممــا أدى إلــى ســعي النظــام الإيرانــي إلــى فــرض إقامــة جبريـة علـى عـدد مـن المراجـع، ومنعهـم مـن التصريـح بآرائهـم وأفكارهـم، والاسـتمرار ـا ً بأعمالهـم التدريسـية والدينيـة. وكان موقـف النظـام الإيرانـي منـذ بـدء تأسيسـه، موقف ا إياهـا الممثـل للإسـ م المتخلـف، غيـر الثـوري والمتهـاون، ً ـا لمركزيـة النجـف، معتبـر ً نافي وترج ـع أس ـباب ذل ـك إل ـى خلفي ـة الص ـراع ب ـن المنه ـج الث ـوري للخمين ـي، والمنه ـج رحـت ُ النجفـي القائـل بفصـل الديـن عـن السياسـة. وصـل هـذا الموقـف ذروتـه حـن ط مرجعيــة الســيد علــي السيســتاني، بعــد وفــاة الســيد “أبــو القاســم الخوئــي”؛ حيــث وصـف أحمـد جنتـي، خطيـب صـ ة الجمعـة فـي طهـران فـي ذلـك الوقـت، السـيد ر جنت ـي َّ السيسـتاني بالمرجـع الإنجلي ـزي، قصـد به ـا أن ـه “عمي ـل ومته ـاون”. وق ـد حـذ ـا ممـا أسمـاه بخـروج المرجعيـة مـن إيـران، وخطـورة ذلـك علـى النظـام الإسـ مي ً أيض فـي إيـران، وفـي المرحلـة الثانيـة، وبعـد مـا اسـتطاع السـيد السيسـتاني أن يثبـت مرجعيته بشـكل واسـع النطـاق فـي العالـم الشـيعي بأكملـه، بمـا فيهـا إيـران وحـوزة قـم، انتهـى النظـام الإيرانـي إلـى خيـار التعامـل مـع الظاهـرة بشـكل إيجابـي، ومحاولـة احتضـان ممثلـي حـوزة النجـف فـي (قـم) بمـن فيهـم الممثـل الرسمـي للسيسـتاني، السـيد جـواد الشهرسـتاني، الـذي أثـرى حـوزة قـم بمؤسسـاته العلميـة والبحثيـة ودور النشـر وغيرهـا ـا أن حـوزة النجـف كانـت آنـذاك فـي ً مـن الفعاليـات والنشـاطات الحوزويـة، خصوص أضع ـف فت ـرات حياتهـا، ممـا يفسـر سـبب عـدم ب ـروز صـراع بينهـا والنظـام الإيران ـي .)23( آن ـذاك ـا بي ّ ً ، ظهـر الخـ ف جلي 2003 وبعـد تدخـل إيرانـي قـوي فـي الشـأن العراقـي بعـد عـام

Made with FlippingBook Online newsletter