العدد الرابع من مجلة لباب

| 40

تشـير إليـه السياسـات الإيرانيـة فـي المنطقـة؛ إذ شـملت الصـورة الطائفيـة لإيـران مختلف جوانـب الحالـة العربيـة، فمـا بـن السياسـي والثقافـي، أخـذت الصـورة الطائفيـة لإيـران ـا؛ إذ تعمـل أدوات إيـران الطائفيـة علـى تحقيـق ً تبـرز فـي إطـار العمـل العسـكري أيض أهدافهـا فـي دوائـر النفـوذ التـي تسـعى للهيمنـة عليهـا، ولنـا فـي حالـة حـزب الله فـي لبن ـان، أو الحشـد الشـعبي ف ـي الع ـراق، أو الحوثي ـن ف ـي اليمـن، أمثل ـة واضحـة عل ـى أدوار إي ـران الإقليمي ـة، ب ـل إن نظـام بشـار الأسـد هـو الآخـر أخـذ يفـرض نفسـه فـي إط ـار المعادل ـة الطائفي ـة الإيراني ـة ف ـي المنطق ـة؛ إذ جيش ـت إي ـران وف ـي س ـبيل الدف ـاع عـن هـذا النظـام وحمايتـه مـن السـقوط، كل الجماعـات الطائفيـة الخاضعـة لسـيطرتها، وتكفـي الإشـارة إلـى أن إيـران أسسـت ميليشـيات “مدافعـو الحـرم” للوقـوف بوجـه أيـة قت حربه ـا ف ـي َّ عمـا تق ـدم سـو ً محاول ـة تن ـال مـن هـذا النظـام، ب ـل إن إي ـران فضـ سـوريا علـى أنهـا جـزء مـن صـراع تاريخـي ومذهبـي، مـن أجـل عـدم تكـرار المظالـم ـا مصيريـة ً التـي تعـرض لهـا الشـيعة عبـر التاريـخ، فهـي تعتبـر حربهـا فـي سـوريا حرب ا، وتبق ـى الإشـارة إل ـى أن إي ـران تمـارس اسـتراتيجيتها الخارجي ـة ً لا تقب ـل الخسـارة أب ـد عبـر عقليتـن، “عقليـة الدولـة” و”عقليـة الثـورة”، ففـي الوقـت الـذي تسـتخدم العقليـة الأولــى فــي تعاملهــا مــع الــدول والحكومــات، فإنهــا تســتخدم العقليــة الثانيــة فــي علاقاتهـا مـع الميليشـيات والجماعـات المسـلحة، وهـو مـا جعـل صورتهـا تمتـاز بحالـة من التعقيـد الشـديد، فهـي عملـت علـى المزاوجـة مـا بـن العقليتـن، مـن أجـل الوصـول .)29( إلـى هـدف واحـد وهـو الـذات الإيرانيـة ببعديهـا، القومـي والمذهبـي خـاتمـة ا مختلفـة، وأحـد هذه الأبعـاد المهمة هـو البعـد الجيوبوليتيكي، ً إن للظاهـرة الشـيعية أبعـاد

Made with FlippingBook Online newsletter