العدد الرابع من مجلة لباب

41 |

الجيوبوليتيك الشيعي والمخيلة الجيوستراتيجية الإيرانية

وبمـا أنهـا فـي السـياق الجيوسياسـي، فـإن العناصـر الرئيسـة الثلاثـة: الجغرافيـا والسياسـة ـا مراعـاة ً والسـلطة متأصلـة فـي طبيعتهـا، وعنـد تقييـم الجيوبوليتيـك الشـيعي يجـب أيض هــذه العناصــر الأساســية الثلاثــة، مــن أجــل التوصــل لصــورة واضحــة حــول فكــرة المجـال الحيـوي الإيرانـي. وفيمـا يتعلـق بالعنصـر الأول وهـو الجغرافيـا، فنجـد أنهـا مترابطـة، ومتماسـكة، ومليئـة بالقـدرات والمـوارد المختلفـة. ومـن ناحيـة أخـرى، فـإن جغرافيـا المناطـق الشـيعية هـي تلـك الجغرافيـا الخاصـة بإيـران والمجتمعـات الشـيعية، وهـذه الجغرافيـا توفـر الأسـاس لـدور مركـزي إيرانـي فـي المحيـط الخارجـي، والتعبيـر عـن ردود فعـل مناسـبة فـي إطـار إل ـى أن ً ه ـذا المحي ـط. أم ـا العنصـر الثان ـي المتعل ـق بالسياسـة، فهن ـا تجـدر الإشـارة أو التشـيع منـذ البدايـة كانـت لـه أفـكار وعقائـد سياسـية محـددة؛ إذ خلقـت مثـل هـذه ـا مـن الثقافـة السياسـية فـي أتبـاع الأيديولوجيـة الشـيعية، وبعبـارة أخـرى ً العقائـد نوع أدت هـذه العقائ ـد إل ـى تنمي ـة ال ـدور السياسـي الشـيعي ال ـذي تم إحي ـاؤه ف ـي العق ـود القليلــة الماضيــة، وبــرز الشــيعة كحليــف سياســي علــى الســاحة الإقليميــة والدوليــة، وخاصـة ف ـي إي ـران، ف ـي حـن يأت ـي العنصـر الثال ـث وهـو السـلطة؛ إذ يرب ـط الشـيعة مفهــوم الســلطة بأدوارهــم السياســية؛ حيــث يســعى الهيــكل السياســي الشــيعي إلــى عـن ذلـك يرتبـط الـدور السياسـي للشـيعة بهيـاكل ً ـلطة المفقـودة، فضـ ُّ اسـتعادة الس السـلطة ويتأثـر بهـا، ويمكـن رؤيـة ظاهـرة التسـييس الشـيعي بوضـوح فـي ظاهـرة الثـورة الإيرانيـة، عندمـا تمكـن الشـيعة مـن تشـكيل حكومـة فـي إيـران، وبـرزوا كممثـل رسمـي علــى الســاحة الدوليــة، ومــع صعــود الشــيعة فــي إيــران وتشــكيل نظــام الجمهوريــة ا ً الإســ مية، دخلــت المجتمعــات الشــيعية فــي علاقــات القــوة الدوليــة، ولعبــت دور ـا ف ـي علاق ـات الق ـوة الإقليمي ـة والدولي ـة. ً حاسم

Made with FlippingBook Online newsletter