العدد الرابع من مجلة لباب

| 42

، والتـي ترمز إلى التسـييس الشـيعي، 1979 كان الاهتمـام الأساسـي للثـورة الإيرانيـة عـام هـو بنـاء هيـكل سياسـي لـه امتـدادات جغرافيـة خـارج حـدود إيـران السياسـية، ومن ثم نقـل الحركـة الشـيعية السياسـية/الدينية فـي إيـران إلـى الآخريـن، عبـر عمليـة النمذجـة والأدلجـة السياسـية، وكانـت أولـى النمـاذج السياسـية هـي فـي العـراق ولبنـان، وتحويلها إلـى حـركات سياسـية تسـتند إلـى المذهـب لاكتسـاب السـيادة والسـلطة، ليـس فقـط فـي العالـم الإسـ مي، ولكـن فـي العوالـم الدينيـة الأخـرى. وبمعنـى آخـر، سـعت إيـران إلـى التأثيـر فـي الحـركات السياسـية الدينيـة والشـعبية التـي حدثـت فـي أجـزاء مختلفـة مـن العالـم فـي العقـود الأخيـرة، ومـع ذلـك، فـإن بعـض هـذه الحـركات فـي العالـم ـني قـد حـددت موقفهـا ضـد البنيـة الشـيعية، فـي حـن تماهـى بعضهـا ُّ الإسـ مي الس ـا مـن وحـدة الهـدف والمشـروع. ً الآخـر معهـا، انطلاق وفـي هـذا الإطـار، يمكـن الإشـارة إل ـى بعـض الملاحظـات العامـة عـن الجيوبوليتي ـك الشـيعي، ومنهـا: - ينطـوي المفهـوم العـام للجيوبوليتيـك الشـيعي علـى مجموعـة مـن المقومـات الماديـة والمعنوي ـة والفكري ـة، رسمـت عـن طريق ـه إي ـران طبيع ـة أدوارهـا وسياسـاتها، فمـا ب ـن السياســي والعســكري والاقتصــادي، تدخــل مقومــات المكانــة والتاريــخ والجغرافيــا، ـرت العقليـة الاسـتراتيجية الإيرانيـة بالعديـد مـن الخيـارات والمجـالات، التـي ْ ث َ كقنـوات أ اسـتطاعت عـن طريقهـا أن تنفـذ للعديـد مـن مجـالات الجيوبوليتي ـك الشـيعي. - أسـهم الجيوبوليتي ـك الشـيعي فـي عملي ـة انطـ ق موجـة التسـييس المعاصـر، المبن ـي عل ـى الهوي ـة الديني ـة، وه ـي إح ـدى الوظائ ـف الجيوسياس ـية الت ـي أداه ـا الش ـيعة ف ـي الوق ـت الحاضـر. ي اســتراتيجية الجيوبوليتيــك الشــيعي إلــى زيــادة محــاولات التأثيــر، وتوســيع ْ ــع َ - س

Made with FlippingBook Online newsletter