العدد الرابع من مجلة لباب

إشكالية العلاقة بين التحديث والاستقرار السياسي

55 |

ا لـه علاقـة سياسـية ّ ً رئيسـي ً ل عامـ ِّ ببعضهـا البعـض بدرجـة كبيـرة؛ بحيـث إنهـا تشـك ). هـذا التصـور الـذي يـرى أن التنميـة الاقتصاديـة تسـهم فـي الدفـع نحو 2(” بالديمقراطيـة الديمقراطيـة هـو التصـور الـذي تبنتـه الولايـات المتحـدة الأميركيـة فـي سياسـتها الخارجية تجــاه الــدول الناشــئة؛ إذ اعتبــرت أن إيجــاد أنظمــة حكــم قــادرة علــى أن تحكــم، وتفـرض الاسـتقرار السياسـي فـي تلـك الـدول، لا يكـون إلا بتطويـر اقتصاداتهـا وتعزيـز الإصلاحـات الاجتماعيـة فيهـا. لكـن مـا لاحظـه هنتنغتـون، مـن خـ ل مجموعـة مـن الإحصائيــات، هــو أن العديــد مــن الــدول الناشــئة، التــي دخلــت مرحلــة التحديــث ـزت بعـدم قـدرة أنظمتهـا السياسـية علـى الحكـم بفعاليـة َّ الاقتصـادي والاجتماعـي، تمي )؛ الأمـر 3( فـي ظـل انتشـار العديـد مـن الاضطرابـات السياسـية وأعمـال العنـف داخلهـا الـذي جعـل هنتنغتـون يتوصـل إلـى نتيجـة مفادهـا أن الـدول الناشـئة السـائرة فـي طريـق التحديـث الاقتصـادي والاجتماعـي هـي عرضـة لعـدم الاسـتقرار السياسـي، فـي حـال لـم يصاحـب ذلـك التحديـث تطـور سياسـي علـى مسـتوى المؤسسـات السياسـية، مـا يجعلهـا قـادرة علـى اسـتيعاب النتائـج المترتبـة عـن التحديـث الحاصـل علـى المسـتوى الاقتصـادي والاجتماعـي. ومـن هنـا، يركـز هنتنغتـون فـي مقاربتـه علـى التداعيـات السـلبية (اضطرابـات سياسـية، نزاعـات داخلي ـة، انقلاب ـات عسـكرية، انتفاضـات، ث ـورات) الت ـي قـد تحـدث نتيجـة ا مـن خـ ل مقاربتـه إلـى إيجـاد نظـام حكـم فـي تلـك الدول، ً عمليـة التحديـث، سـاعي ا عل ـى أن يحكـم ً الت ـي ه ـي ف ـي طـور الانتق ـال إل ـى مرحل ـة التحدي ـث، يكـون ق ـادر مــن خــ ل مؤسســات سياســية قويــة تعكــس المصلحــة المشــتركة، ٍ وشــرعية ٍ بفعاليــة ). لكـن السـؤال المط ـروح ه ـو: لم ـاذا ق ـد 4( ـا أم لا ّ ً ـا إذا كان ديمقراطي َّ بغ ـض النظ ـر عم ي ـؤدي التحدي ـث الاقتصـادي والاجتماعـي إل ـى انع ـدام الاسـتقرار السياسـي، حسـب

Made with FlippingBook Online newsletter