العدد الرابع من مجلة لباب

| 56

مقارب ـة صاموي ـل هنتنغت ـون؟ إن التحديــث الاقتصــادي والاجتماعــي يعنــي ارتفــاع مســتويات التعليــم، والصحــة، والتمـدن، وتطـور وسـائل الإعـ م والاتصـال، وزيـادة النشـاط الاقتصـادي فـي الميداني الصناع ـي والتجـاري عل ـى حس ـاب المي ـدان الزراع ـي. وعلي ـه ي ـؤدي ه ـذا التحدي ـث، حسـب مقاربـة هنتنغتـون، إلـى ارتفـاع توقعـات المواطنـن وطموحاتهـم وقدراتهـم، مثل فئـة الجامعيـن؛ حيـث تتكـون لديهـم توقعـات ومطالـب اجتماعيـة واقتصاديـة جديـدة ـر عـن قدرتهـم ووضعهـم الاجتماعـي الجديـد النـاتج عـن عمليـة التحديـث، تفشـل ِّ تعب حكوماتهـم فـي الاسـتجابة لهـا بسـبب تخل ـف مؤسسـاتها السياسـية، وعـدم مواكبتهـا لعمليـة التحديـث الاجتماعـي والاقتصـادي المتسـارعة. ل ذل ـك الطمـوح إل ـى خيب ـة أمـل، الأمـر ال ـذي يدفـع الفئ ـات َّ ونتيجـة لذل ـك، يتحـو إلــى المشــاركة السياســية. لكــن بســبب ضعــف المؤسســات السياســية، تــؤدي تلــك م هنتنغتـون عـدة ِّ قـد ُ الزيـادة فـي المشـاركة إلـى اضطرابـات سياسـية وأعمـال عنـف. ي ، الت ـي ق ـام 1960 أمثل ـة عل ـى ذل ـك، بم ـا فيه ـا مث ـال انتفاضـة كوري ـا الجنوبي ـة، ع ـام إلـى إسـقاط نظـام الحكـم. أرجـع هنتنغتـون ً بهـا الطـ ب الجامعيـون والعمـال، مؤديـة تلــك الانتفاضــة إلــى انتشــار الوعــي النــاتج عــن تطــور مؤسســات التعليــم العالــي؛ حيـث أصبحـت كوريـا الجنوبيـة خـ ل خمسـينات القـرن الماضـي أحـد أكبـر الأقطـاب ). ضمـن هـذا السـياق، يمكـن اعتبـار التحديـث الاجتماعـي فـي 5( التعليميـة فـي العالـم (قبـل عـام فقـط مـن الانتفاضـة 2011 ليبيـا أحـد عوامـل الانتفاضـة فـي البـ د لعـام ـا عل ـى مسـتوى مؤشـر التنمي ـة ّ ً ـا والرابعـة عربي ّ ً كان ـت ليبي ـا تحت ـل المرتب ـة الأول ـى إفريقي )؛ حيـث أدى إلـى بـروز توقعـات وطموحـات ومطالـب لـدى الشـعب الليبـي 6() البشـرية عجـز النظـام السياسـي عـن التكيـف معهـا بسـبب الغيـاب شـبه التـام لمؤسسـات الدولـة

Made with FlippingBook Online newsletter