العدد الرابع من مجلة لباب

إشكالية العلاقة بين التحديث والاستقرار السياسي

57 |

المتعـارف عليهـا. وفـي إطـار ربـط الوعي السياسـي النـاتج عـن عمليـة التحديـث الاجتماعـي والاقتصادي ــا دعــم مقاربــة صامويــل هنتنغتــون بنظريــة ً بانعــدام الاســتقرار السياســي، يمكــن أيض )؛ فتطــور وســائل الإعــ م، كمؤشــر Relative Deprivation Theory( الحرمــان النســبي ـن مواطنـي دولـة مـا مـن مقارنـة مسـتوى معيشـتهم مـع ِّ ك ُ عـن التحديـث الاجتماعـي، بمـا ً باقـي شـعوب العالـم، مـا قـد يجعلهـم يشـعرون بالحرمـان والنقـص لي ـس مقارنـة كانـت عليـه حياتهـم مـن قبـل، بـل مقارنـة بمـا تمتلكـه بقيـة شـعوب العالـم. وبالتالـي، ى لديهـم الشـعور بحـق العيـش مثـل الآخـر، وقـد يترتـب علـى ذلـك، شـعورهم َّ يتغـذ بالإحبـاط فـي حـال عـدم امتـ ك مـا يمتلكـه الآخـر، خاصـة فـي حـال إدراكهـم أن الإمكانـات الماديـة للدولـة الت ـي يعيشـون فـي كنفهـا هـي نفسـها الإمكانـات المتوفـرة .)7( لـدى الآخـر أو أقـل منهـا حتــى يــزول الغمــوض حــول مفهومــي التحديــث والحداثــة وعلاقتهمــا بالاســتقرار والتعليــم ِ ن ُّ ) كالتمــد modernity( السياســي، يوضــح صامويــل هنتنغتــون أن الحداثــة والتطــور الاقتصــادي تقــود إلــى الاســتقرار السياســي، لكــن التحديــث، أي عمليــة الانتقـال مـن مجتمـع تقليـدي إلـى مجتمـع حداثـي، يسـهم فـي أعمـال العنـف وانعـدام الاســتقرار؛ فصحيــح أن الاســتقرار السياســي يرتبــط بالمجتمعــات الحديثــة المتطــورة ـا، لكـن حس ـب الدراسـات الإحصائي ـة الت ـي قدمه ـا ف ـي كتاب ـه، ّ ً ـا واجتماعي ّ ً اقتصادي ـا بالمجتمعـات الفقي ـرة ً اسـتنتج هنتنغت ـون أن انعـدام الاسـتقرار السياسـي لا يرتب ـط أيض ٍّ والأميـة، بـل هـو سمـة تلـك الـدول التـي تعـرف عمليـة الانتقـال مـن مجتمـع تقليـدي .)8( ـا ّ ً اقتصادي ٍ ومزده ـر ٍ متعل ـم ّ ٍ إل ـى مجتم ـع حداث ـي ٍّ وأم ـي ٍ فقي ـر لكـن، هـل بالضـرورة أن تنزلـق الـدول -التـي هـي فـي مرحلـة انتقاليـة نحـو الحداثـة-

Made with FlippingBook Online newsletter