| 58
إلـى حالـة الاضطـراب والعنـف؟ واضـح -كمـا أسـلفنا الذكـر- أن الأمـر يقتصـر فقـط عل ـى ال ـدول الت ـي لا تتمك ـن م ـن تطوي ـر مؤسس ـاتها السياس ـية بالق ـدر ال ـذي تصب ـح فيـه قـادرة علـى التكيـف مـع تداعيـات المرحلـة الانتقاليـة مـن المجتمـع التقليـدي إلـى المجتمـع الحداثـي والاسـتجابة لهـا. وعليـه، فـإن الحفـاظ علـى اسـتقرار النظـام السياسـي ـة َ س َ س ْ أ َ واس ـتمراره ف ـي مرحل ـة التحدي ـث يتوق ـف، حس ـب هنتنغت ـون، عل ـى درج ـة الم ) الت ـي تتمت ـع به ـا مؤسس ـاته وإجراءات ـه الت ـي يمك ـن قياس ـها م ـن Institutionalization( :)9( خـ ل مـا يلـي ــف: ويعنــي قــدرة المؤسســات السياســية علــى التكيــف مــع التغيــرات مــن ُّ أ- التكي حيـث الزمـن؛ أي اسـتدامة التنظيـم مـن حيـث عمـره. وبالنسـبة لعمـر التنظيـم، يمكـن : مــدة بقــاء النظــام؛ إذ كلمــا طــال التنظيــم ً قياســه مــن خــ ل ثلاثــة مقاييــس: أو ـا: ً م ازدادت احتماليـة أن يسـتمر أكثـر. ثاني ِ أصبـح مسـتوى المؤسسـات أكبـر، وكلمـا قـد قـادة التنظي ـم؛ فكلمـا اسـتطاع التنظي ـم اسـتبدال جي ـل آخـر مـن القـادة بالجي ـل ُّ ـن ِ س ـا: ً ا. ثالث ً الأول، ونجـح فـي انتقـال السـلطة بطريقـة سـلمية، كان مسـتواه المؤسسـاتي كبيـر ـة التنظي ـم تتوق ـف عل ـى م ـدى قدرت ـه عل ـى َ س َ س ْ أ َ التكي ـف الوظائف ـي؛ أي إن درجـة م جـد لتأدي ـة وظائ ـف ُ تغيي ـر وظائف ـه الأصلي ـة اسـتجابة للتغي ـرات الحاصل ـة؛ فالتنظي ـم و محـددة، وبالتالـي انتهـاء تلـك الوظائـف يعنـي انتهـاءه فـي حـال عـدم قدرتـه علـى تغيي ـر وظائفـه وفـق مـا تملي ـه المتغي ـرات الحاصل ـة. ب- التعقيـد المؤسسـاتي: يقصـد بـه ازديـاد الوحـدات التنظيميـة الفرعيـة وتنوعهـا مـن الناحي ـة الهرمي ـة والوظيفي ـة، وكـذا التميي ـز ب ـن تل ـك الوحـدات مـن ناحي ـة الشـكل؛ فكلمـا كان التنظيـم يضـم مجموعـة مـن المؤسسـات السياسـية المتعـددة والمختلفـة مـن ه أقـوى، وهـو مـا يسـهم فـي اسـتقراره ِ ـت َ س َ س ْ أ َ حيـث الهرميـة والوظيفـة كانـت درجـة م
Made with FlippingBook Online newsletter