العدد الرابع من مجلة لباب

85 |

من الانبعاث إلى الإنكار 1839-2019 صراع الهوية في جنوب اليمن

) تحـت اسـم “هوي ـة حضاري ـة”؛ إذ “إن الهوي ـة الحضاري ـة لأمـة مـن الأمم، 8(” إسـ مية ـمات العام ـة، الت ـي َ س َ ه ـي الق ـدر الثاب ـت، والجوه ـري، والمش ـترك م ـن الس ـمات والق تميـز حضـارة هـذه الأمـة عـن غيرهـا مـن الحضـارات، والتـي تجعـل للشـخصية القوميـة .)9(” ـا تتمي ـز بـه عـن الشـخصيات القومي ـة الأخـرى ً طابع -الهويـة العربيـة تحـت عنـوان “دولـة الأمة-القوميـة العربيـة” التـي لا تعتـرف بالدولـة 2 فه ـا ن ـديم ِّ الوطني ـة باعتباره ـا صـورة م ـن صـور التجزئ ـة والتفتي ـت الاسـتعماري. ويعر ا أو أمـة فـي مرحلـة تاريخيـة ً البيطـار بـ”مجموعـة مـن السـمات العامـة التـي تميـز شـعب .)10(” معين ـة طريــة” الناتجــة عــن عملتــن ُ الهويــة السياســية المختزلــة فــي “الدولــة الوطنية-الق 3- متضادتـن، الأولـى: تفكيـك دولـة الخلافـة، والثانيـة: تصفيـة الاسـتعمار الـذي نشـأت عنـه الدولـة القطريـة عبـر حـركات التحـرر الوطنيـة بعـد الحـرب العالميـة الثانيـة وإنشـاء الأمم المتحــدة وتصفيــة الاســتعمار. ويتجلــى تعبيرهــا الأوضــح “مــن خــ ل دســتور ـا بطريقـة واعيـة تسـتطيع الهويـة الوطنيـة ً ـا ومصوغ ً ق َّ ـا موث ّ ً ـا عام ً الدولـة الـذي يعتبـر بيان .)11(” أن تخب ـر عـن نفسـها ـا بنـوع “الآخـر”، بموقعـه وطموحاتـه؛ فـإن ً تتحـدد العلاقـة بـن هـذه المسـتويات أساس ــا، ويقــع فــي دائــرة الجماعــة، فالهويــة الفرديــة هــي التــي تفــرض نفســها ّ ً كان داخلي كـ”أنـا”، وإن كان يقـع فـي دائـرة الأمـة، فالهويـة الجماعية (القبليـة، الطائفيـة، الحزبية... ــا، أي يقــع ّ ً “الأنــا” الفــردي. أمــا إن كان “الآخــر” خارجي َّ محــل ُّ إلخ) هــي التــي تحــل خ ـارج الأم ـة (والدول ـة والوط ـن(، ف ـإن الهوي ـة الوطني ـة، أو القومي ـة، ه ـي الت ـي تم ـ .)12(” مجـال “الأن ـا وف ـي س ـياق التعري ـف الإجرائ ـي لمفه ـوم الهوي ـة يت ـم التميي ـز ب ـن نوع ـن م ـن الهوي ـة

Made with FlippingBook Online newsletter