87 |
من الانبعاث إلى الإنكار 1839-2019 صراع الهوية في جنوب اليمن
ـا شـبه مسـتقرة، وتسـتمد مـن ً تركتـه مـن آثـار ماديـة ورمزيـة تمنـح الهويـة اليمنيـة أسس هـذه الأسـسخاصيـة الاسـتمرارية والثبـات والتمنـع عـن التغييـر. وتعتمـد هـذه المقاربـة علــى المنهــج الوصفــي لتتبــع الظاهــرة وتبيــان المســتقر والمتغيــر منهــا، وهــو وصــف تتضمنـه المراجـع التاريخيـة التـي تمـت الإحالـة إليهـا. وبالنظـر التاريخـي إلـى الـدول التي أخضعـت اليمـن إلـى حكمهـا مثـل الفـرس والأحبـاش فـي عهـود مـا قبـل الإسـ م أو الدولـة الأمويـة والعباسـية والأيوبيـة والفاطميـة والعثمانيـة والبريطانيـة لـم تسـتطع انتـزاع الهويـة اليمنيـة مـن سـياقها التاريخـي ولـم تحـدث قطيعـة تاريخيـة مجتمعيـة بـل انتهـت تلـك الهويـات السياسـية الوافـدة أو غـادرت وبقيـت الهويـة اليمنيـة صامـدة دون اندثـار ا عـن حقائـق تاريخيـة وحضاريـة غيـر قابلـة للذوبـان فـي هويـات أخـرى. ً تعبيـر ـا: مقاربـة سوسيوسياسـية (اجتمـاع سياسـي). تتسـع هـذه المقاربة لتشـمل الاجتماعي ً ثاني والسياسـي والثقافـي، نسـتعمل منهـا نظريـة الصـراع لتفسـير “عوامـل الوحدة والانقسـام” فـي المجتمعـاتضمـن مسـتويي، الأول: تفسـير محـددات الانتمـاء إلـى الهويـة الوطنيـة والدفـاع عنهـا، والثانـي: تفسـير أثـر الصراعـات علـى هـدم الهويـة الوطنيـة وتفكيـك النس ـيج الاجتماع ـي أو تماس ـكه، وف ـي موضـوع البح ـث “اندث ـار الهوي ـة أو تحصينه ـا” علـى المسـتويي الكونـي والمحلـي. Samuel Hunting� ون � ل هنتنغتـ � ف صامويـ � ـ َّ ي كث � توى الكونـ � ى المسـ � راع علـ � ة الصـ � مقاربـ ( Francis( ـا فرانسـيس فوكويامـا ً ) وأيض 15( ) اسـتعمالها فـي كتابـه صـراع الحضـارات ton ) ف ـي كتاب ـه “نهاي ـة التاري ـخ” وبي ـان كي ـف أن هوي ـة سياس ـية كوني ـة مث ـل Fukuyama “الديمقراطي ـة الليبرالي ـة” وتفوقه ـا ف ـي الصـراع ق ـد أطاح ـت بأش ـد منافس ـيها، وهم ـا: ـا إذا كان خطـر هـذه َّ “عم ً “الشـيوعية والفاشـية” أسـوأ النظـم الشـمولية. وطـرح سـؤا ا؟ وسـيظل يشـغل بالنـا فـي عالـم لا يـزال ً النظـم قـد انحسـر وإلـى متـى سـيظل منحسـر
Made with FlippingBook Online newsletter