| 172
- ســنوات الانفتاح: كانت في نهاية الثمانينات من القرن المنصرم، وتمثّل الانفتاح فــي عقد المؤتمرات الوطنية، وتعدد الأحزاب السياســية، وبروز منظمات المجتمع المدنــي، وفي تحرير الإعلام وإنشــاء المجالس الدســتورية، لكــن ضغوط الواقع أجّلت إلى حين من تصاعد المطالب الدســتورية المشروعة. ومما يعبّر عن الجمود السياســي وقتها ما شهدته كثير من الدول الإفريقية من إنشاء لجان الحقيقة والعدالة ) رغبة منها في الانتقال من واقع سياسي مغلق إلى واقع أكثر انفتاحًا 15 والمصالحة( وتصالحًا مع بيئته ومحيطه. وتجدر الإشارة إلى أن دول منطقة البحيرات الكبرى انجرفت إلى حروب دامية في تسعينات القرن المنصرم، وانعكست بصورة واضحة على الحياة العامة والمؤسسات اتفاقية " الدســتورية وإن اسْتُؤْنِفَت بتوافقات سياســية عبر تقاسم السلطة كما قضت )، والتي أنهت الحرب الأهلية البوروندية. 2000 للسلام (في أغسطس/آب " أروشا وأشــهر المؤتمرات الوطنية هي التي عُقدت في البلدان الإفريقية الناطقة بالفرنســية، ، وبعد ذلك عُقدت في الغابون، 1990 كان أولها في بنين في شــهر فبراير/شــباط وجمهوريــة الكونغو، ومالــي، والنيجر، وجمهورية توغــو، والكونغو الديمقراطية، .) 16 ( 1993 إلى 1990 ومدغشقر، وتشاد، في الفترة من - سنوات الانكماش: تشهد إفريقيا مراجعات دستورية منذ أمد، لكنها لم تخرج عن المنطق السياســي القاضي بتكريس سلطة الحاكم وتمديد ولاياته، وكل ذلك يُحَجّم من دائرة الارتقاء بالقيم الديمقراطية والنظم السياســية وغيرهما من قضايا المجتمع كالدين والمعتقد، مما يعيد الحياة السياسية إلى مربع الصراع على السلطة من جديد )، وحالة جمهورية توغو ليست منّا ببعيد كما في التعديلات 17 بآليات قانونية-مدنية( التي عصفت بكل المحاولات لتقييد ســلطة الحاكم والعودة 2019 الدســتورية لعام تتميز المجتمعات البشــرية بكونها مجتمعات متعددة شــعوبًا وقبائل ونِح ًَ، وتطبع تلك السمة القارة الإفريقية في كل اتجاهاتها، كما يجسدها واقعها وتؤكدها قوانينها، وتتباين مستويات الأنساق والجماعات الدينية في الدولة الواحدة ما بين أكثرية وأقلية، أو كتل حضارية مختلفة، وهو ما يضفي على المشهد الديني تنوعًا وتعددًا ملحوظًا، من مســلمين على تعدد جماعاتهم التي تشــمل طرقًا صوفية وحركات إســ مية، مجددًا إلى نقطة الصفر. . النسق الدّيني المركّب 2.2
Made with FlippingBook Online newsletter